شرح نص سيد الأرض محور العمل تاسعة اساسي

شرح نص قصيدة سيد الارض – محور العمل – تاسعة اساسي – تندرج ضمن المحور الاول من كتاب النصوص أنوار لغة عربية – مع الاجابة عن الاسئلة – تاسعة أساسي – تعليم تونس

شرح نص قصيدة سيد الأرض 9 اساسي محور العمل للشاعر والاديب التونسي الميداني بن صالح

نصّ شعري سيّد الأرض
الـــنـــصّ
أيا حامِيَ الأرضِ أيْقظْتَ فيها بُذُور المحبّة…
فجّرْتَ فيها حنينَ العَطاء…
فلانَتْ سُهولا…
تَمُدُّ الملايينَ…
بالحَبِّ فيْضًا من العَدْلِ، يزرعُ مِنّا السّواعِدَ عزْمًا…
أيَا صَانِعَ المُعْجِزَات، رَفَعْتَ المَصانِع…
عَمّرْتَ قَفْرَ الصَّحَاري…
قَهَرْتَ البِحَارَ…
نَسَجْتَ جُسُورًا،
عَلَيْها تَمُرُّ قوافِلُ رِفْقَتِنَا الكَادِحين
و تَعْبُرها،
يَا حَبيبَ الجُمُوع، الحُقُولِ، المَصانِعِ
كُلُّ مَسيرَاتِ مَن وَاجَهُوا اللّيْلَ،
مَنْ آمَنُوا بالفِدَاء،
أيا وَاهِبَ الأرْضِ سِرَّ البَقَاء…
لمِسْحاتِكَ، الأرْضُ تضْحَكُ وَجْدًا،
و تَفْتَحُ أذْرُعَهَا تَتَدَنَّى،
و ترْنُو إليْهَا بكُلّ اشْتِهاء…
لِفَأسِكَ تَشْتَاقُ تُرْبَتُنا البِكْر،
كُلُّ المَسَاكِبِ،
تَرْتَجُّ بشْرًا ليوم اللّقاء…
لساعِدِك اعْشَوْشَبَ التُّرْبُ نَبْتًا،
بَراعم تكسو الغصون اخضرارا…
بَشَائر فصل الرّبيع التّجدّد…
زهْرًا، و عُشْبًا…
و فجْرَ انْبِعاثٍ سنيّ الضّياء…
لمِنْجلِك النّايُ لحْنٌ خصيبٌ
من الشّعب،
في موسِمِ الصّيْفِ صِيغَ لعُرس الحَصَاد،
تُرَدِّدُهُ العامِلاتُ، بجُهْدِ السَّوَاعِدِ،
كُلُّ الرِّفَاقِ،
بأفْرَاحِنا في ليالي الصّفاءِ…
لكَفِّكَ يَبْتَسِمُ الزَّهْرُ بِشْرًا…
تُصَفِّقُ أغْصَانُ كُلّ الزّيَاتينِ،
تفرحُ تضحكُ ، كُلّ الكُرُومِ
و دَانَتْ تَدَلّتْ…
لِلَمْسَةِ كَفِّكَ، كُلّ العراجين…
دَانَت تدلّتْ…
وَ تَعْرِفُ،
نَعْرِفُ أنّ النّخيلَ شَديدُ الإباءِ…
أيَا وَاهِبَ الأرضِ سِرَّ البَقاء…
وَهَبْتَ الدّمَ، العَرَقَ، المِلْحَ للتُّرْبِ،
ما شَدَّكَ اليَأسُ يَوْمًا…
جَلَبْتَ مِنَ العُسْرِ يُسْرَا
الميداني بن صالح ⇦ مذكّرات خمّاس
عبد الكريم بن عبد الله ⇦ للنّشر و التّوزيع، تونس، 1975

التّقديم الموضوع المقاطع
نصّ شعريّ للشّاعر التونسي: الميداني بن صالح، يندرج ضمن محور: العمل تمجيد العامل و بيان أثره في المحيط

:تقسيم النص الشعري
المعيار: المُخاطبات
⇦ من السّطر 1 إلى السّطر 5: حامي الأرض
⇦ من السّطر 6 إلى السّطر 10: صانع المعجزات
⇦ من السّطر 11 إلى السّطر 14: حبيب الجموع…
⇦ البقيّة: واهب الأرض سرّ البقاء

النّشاط 2: العامل: الصّورة و الدّور
المُخاطبة الأولى
المُخاطَب:
حامي الأرض

المؤشّرات اللغويّة
محاور الاهتمام: النّداء + الصّورة الشّعريّة ( الأفعال )
⇦أيا: لنداء البعيد
حامي ( اسم فاعل ): المُدافع الذّي يذود عن غيره
حامي الأرض: مركّب إضافي
أيقظت ⇦ فجّرت: فعلان مُسندان إلى المُخاطَب
أيقظ: بعث الحياة ( أفعل التعدية )
فجّر: فعّل ( المُبالغة و التكثير )
المحبّة + العطاء: معجم المشاعر و الأحاسيس
فــــلانت: فاء النتيجة
لانت له الأمور: سهلت

الدّلالة
النّداء للبعيد = رفعة المُخاطَب ( المُخاطَب يتّسم بالفاعليّة و القدرة )
كيف حمى المُخاطَب الأرض؟
⇦ أيقظ بذور المحبّة: بعث الحياة من جديد في هذه الأرض: جعل هذه الأرض تُحبّ الإنسان من جديد.
⇦ تفجير حنين العطاء: هذا الحبّ المُتجدّد ستنتج عنه رغبة متجدّدة في العطاء و البذل ( عطاء لا ينضب و بذل لا ينتهي )
مشهد خلق أو بعث: الأرض كأنّها كائن حيّ يُبعث من جديد
كائن سُوِّيَ من طينة الحبّ و العطاء
صورة الأرض تتماهى مع صورة الأمّ
عطاء دائم موزّع بالتساوي بين البشر
صورة العامل = تقترب من صورة الخالق

المُخاطبة الثانية
المُخاطب:
صانع المعجزات
المؤشرات اللغوية
محاور الاهتمام: الصّورة الشعريّة ( الأفعال )

المُعجزة: ما يعجز البشر أن يأتوا بمثله
القفر: الخلاء من الأرض، لا ماء فيه و لا نبات
رفقتنا الكادحين: مركّب نعتي: م. إليه
وهب، أعطى، منح، رفع، عمّر، قهر، نسج: أفعال مسندة إلى المُخاطَب

الدلالة
المُنادى صانع المعجزات: يملك قدرات استثنائيّة خارقة تُؤهّله أن يصنع المعجزات و الخوارق:
⇦ بناء المصانع
⇦ تعمير الصحاري
⇦ السيادة على البحر
⇦ إنشاء الجسور
سيادة على البحر و اليابسة
يُواصل الشّاعر نحته لصورة العامل الإله: الرّافع + المُعمِّر + القاهر + المُبدع
و هو ما جعل فِعاله ضربا من المُعجزات

المخاطبة الثالثة
المخاطَب:
حبيب الجموع…
المؤشرات اللغوية
محاور الاهتمام: النّداء + الصّورة الشعريّة

يا: حرف نداء للقريب و البعيد
حبيب: معجم الأحاسيس و المشاعر

الدلالة
النّداء هنا استعمل للقريب و البعيد في الوقت نفسه:
⇦ للقريب: قُرب المُخاطَب من ذات الشّاعر: يسكُن قلبه و يتوغّل في عقله
⇦ للبعيد: رفعة المُخاطَب و علوّ منزلته
صورة الحبيب الذّي تعشقه عناصر الكون

المخاطبة الرّابعة
المُخاطَب:
واهب الأرض سرّ البقاء
المؤشرات اللغوية
محاور الاهتمام: الصّورة الشعريّة ( الأفعال + الاستعارة )

وهب: أعطى + منح
فعل يتعدّى إلى مفعولين
لمسحاتك ⇦ لفأسك ⇦ لساعدك ⇦ لمنجلك ⇦ لكفّك ⇦ للمسة كفّك: مركّبات بالجرّ ( حرف الجرّ اللاّم يُفيد السببيّة )
تضحك ⇦ تفتح ⇦ ترنو ⇦ تشتاق ⇦ ترتجّ ⇦ اعشوشب ⇦ تكسو …: أفعال مسندة إلى محيط العامل
الأرض تضحك ⇦ تفتح أذرعها ⇦ تشتاق تربتنا ⇦ يبتسم الزّهر ⇦ تُصفّق أغصان كلّ الزياتين ⇦ تفرح تضحك كلّ الكروم…: استعارة ( تشخيص )
الوجد ⇦ اشتهاء: معجم المشاعر و الأحاسيس
بِكر ⇦ عرس: معجم المرأة
تضحك ⇦ بشائر ⇦ فجر ⇦ أفراح ⇦ يبتسم ⇦ تصفّق: معجم السّعادة و الانشراح
وهبت ⇦ جلبت: فعلان مُسندان إلى المُخاطَب
الدّم، العرق، الملح: مركّب عطفي: م.به 1
ما: نفي

الدلالة
عودة إلى معنى الخلق
علاقة سببيّة تربط بين عناصر الطّبيعة و بين المُنادَى ( العامل )
تُعرّفُ علاقة السببيّة بأنّها الرّابطة بين الفعل و بين النّتيجة المترتّبة عنه
الأفعال المُسندة إلى محيط العامل كانت عبارة عن ردود أفعال.
نتيجة فعل مُسبق قام به العامل.
العامل هو الفاعلُ الحقيقيّ و عناصر المحيط تكتسبُ فاعليّتها من هذا ” المحرّك الأوّل ” الذّي يبعث الحركة و النّشاط في الكائنات و الأشياء شوقا إليه و اشتهاء لصورته و تطلّعا إلى الارتقاء إلى منزلته.
يُصبحُ العامل مركزا تدُورُ حوله عناصر المحيط في احتفال قُدُسيّ تكتملُ فيه مُعجزاته بإحياء ما كان رميما و ببعث الحياة الحقيقيّة في عناصر الكون.
الاستعارة جسّدت شعريّا طاقة النصّ التخييليّة ( خاصيّة من خصائص الشّعر ) و ساهمت في تطوير صورة واهب الحياة هذا، بعد أن منح سرّ البقاء للأرض.
سرّ كانت قيمة العمل ( الحركة ) جوهره.
فبالعمل منح العامل بعض روحه للكائنات و الأشياء فأحي ما مات و جدّد ما يبس و جفّ.
تكتمل صورة العامل بمعاني التضحية الحقّة و العطاء الدّائم و التّفاؤل المُستمرّ.
يدعم التضمين ( أو التناص ) معنى هذه الصورة المقدّسة التّي ابتناها النصّ الشعري ( ” جلبت من العسر يسرا “: تضمين الآيتين 6 + 7 من سورة الشرح )

العامل يُوحّد بين هذه المخاطبات
صورة العامل تُبنى شيئا فشيئا في هذا النصّ الشعريّ وفق قانون التراكم
النّشاط 3: فوائد العمل

الفرد المجتمع المحيط
إشباع الحاجات النفسيّة: كالحاجة إلى الاحترام و التقدير و الحاجة إلى إثبات الذّات
تقوية كيان الإنسان المعنوي
القوّة + الأمل + التفاؤل
العمل يجعل العامل يكتشف مُستطاع ذاته: ذات فاعلة و مؤثّرة في التّاريخ ⇦ كسب الرّزق و القوت: توفير مستلزمات الحياة
⇦ الحفاظ على الأمن الاجتماعي
⇦ نشر المحبّة و السّعادة
⇦ البناء الحضاري ⇦ تعمير الأرض و استغلال البحر: السيطرة على الأرض و البحر
⇦ بعث الحياة في الطبيعة القاحلة
القرائن النصيّة الدّالة على ذلك القرائن النصيّة الدّالة على ذلك القرائن النصيّة الدّالة على ذلك
أيا حاميَ الأرض ⇦ أيا صانع المعجزات⇦ يا حبيب الجموع… ⇦ أيا واهب الأرض سرّ البقاء ⇦ لمسحاتك… ⇦ تمدّ الملايين بالحَبِّ فيضا من العدل
⇦ لِلَمْسَةِ كَفِّكَ، كُلّ العراجين… دانت تدلّت
⇦ يزرعُ منّا السّواعد عزما ⇦ عمّرت قفر الصحاري
⇦ قهرت البحار
⇦ نسجت جسورا
⇦ اعشوشب الترب نبتا
النّشاط 4: الإيقاع

الصّيغ الصرفيّة التّراكيب النحويّة المعجم اللاّزمة الشعريّة
⇦ تواتر الأفعال:
أفعال مُسندة إلى العامل
أفعال مُسندة إلى مُحيط العامل
⇦ تكرار صيغة اسم الفاعل: حامي، صانع، واهب ⇦ تكرار المركّب بالجرّ: لمسحاتك، لفأسك، لساعدك، لمنجلك، لكفّك
⇦ تكرار المركّب الإضافي: حامي الأرض، صانع المعجزات، حبيب الجموع، واهب الأرض ⇦ معجم العمل: مسحاة، فأس، المنجل، السّواعد، المصانع…
⇦ معجم السعادة و الانشراح: بِشر، تضحك، عرس…
⇦ معجم الخصب: اعشوشب، براعم، اخضرار، زهر، عشب… ” أيا “: لازمة شعريّة تتكرّر في النصّ
التكرار أداة جماليّة تُضفي موسيقى خاصّة على النصّ الشّعري و تنقله من السّكون إلى الحركة
التكرار يُعمّق غنائيّة النصّ ( تمجيد العامل و الاحتفاء به )
يعمل على جذب انتباه المُتلقّي و شدّه ليعيش داخل الحدث الشّعري الذّي يُصوّره الشّاعر
يمنح النصّ الشّعري القوّة و الفاعليّة و التّأثير: يبحث عن الأثر الانفعالي في نفس المتلقّي
الوظيفة الانفعاليّة و التأثيريّة للغة

إنّ هذا النصّ الشعريّ يرسم صورة مفارقة للعامل تجعله يقترب من مرتبة الإله، و قد تضافرت مكوّنات الإيقاع المتعدّدة لتعضد هذا الإخراج الفنّي و لتُفعّل وظيفة اللّغة الانفعاليّة و التأثيريّة.
و هكذا يتحوّل النصّ الشعريّ إلى ضرب من الحجاج، تتمّ فيه دعوة المتلقّي إلى السّير على منوال هذه الصورة التّي ابتناها الشّعر حتّى يُحقّق فاعليّته و يُثبت ذاته و ينحت اسمه في مسار التّاريخ

: السيرة الذاتية للشاعر والاديب التونسي الميداني بن صالح
الميداني بن صالح (نفطة، 15 نوفمبر 1929 – أريانة، 21 يوليو 2006)، هو شاعر وأديب تونسي.
حياته
درس في جامعة الزيتونة وجامعة بغداد. إضافة لكونه شاعر وأديبا كان لبن صالح نشاط كبير في المجتمع المدني فقد ساهم في تأسيس الاتحاد العام لطلبة تونس سنة 1956، اتحاد الكتاب التونسيين سنة 1971، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1977، كما ناضل في صفوف حزب البعث الذي تركه سنة 1987. انتخب سنة 1991 كرئيس لاتحاد الكتاب التونسيين وبقي في منصبه إلى وفاته.

بعدما كان ينشط في دوائر المعارضة البعثية، مال منذ نهاية الثمانينات لمساندة النظام التونسي، وهو ما كان وراء تقليده خمس مرات بأوسمة مختلفة من قبل الرئيس زين العابدين بن علي . ثم وقع تعيينه عام 2005 عضوا في مجلس المستشارين.

من مؤلفاته
قرط أمي (شعر).
الليل والطريق (شعر).
زلزال في تل أبيب (شعر).
من مذكرات خماسي (شعر).
الموت الخالد (شعر).
الزحام والأقنعة (شعر).