شرح نص العاصفة – محور الطبيعة ثامنة اساسي

شرح نص العاصفة – محور الطبيعة ثامنة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب السوري حنا مينه يندرج هذا النص ضمن المحور الثاني من كتاب النصوص نزهة القراءة لغة عربية – 8 أساسي – تعليم تونس

شرح نص العاصفة – محور الطبيعة ثامنة اساسي للكاتب حنا مينه

:نص العاصفة
:النص
العواصف أنواع، وفي حياتي البَحْرِيَّةِ شهدت أَنْوَاعًا مِنْهَا، لَكِنَّ الْعَاصِفَةَ، ذلك الْيَوْمَ كَانَتْ شَيْئًا غَرِيبًا مُرْعِبًا، لَا يَحْدَّثُ إِلَّا فِي الْمَائَةِ عَامٍ مَرَّةً، وَقَدْ لا يَشْهَدُهَا الْبَحَارُ عُمَرَهُ كُلَّهُ، إِلَّا مَرَّةً . أنا شَهِدْتُ عَوَاصِفَ فِي الْبَحْرِ لَكِنِ، تِلْكَ الْعَاصِفَةُ تَخْتَلِفُ وَهْيَ فِي النَّهْرِ تَخْتَلِفُ عَنْهَا فِي الْبَحْرِ. في البحر تَخْتَلِفُ الأَشْيَاءُ. هذه البرْكَةُ الْمَانِيَّةُ الزَّرْقَاءُ الْوَاسِعَةُ تَصْطَرِبَ فِي الْعَوَاصِف. وتَصْحَبُ أَمْوَاجُهَا، وَتَنْدَفَعُ مُحَمْحِمَةً إِلى الشَّاطِئِ، وَتَرْتَطِم بِالصُّحُورِ فَتَتَحَطَّم، وتَتَنَاثَرُ، وَتَعْدُو زَبَدًا ، بُخَارًا أَبْيَضَ ، وتَرْتَدُّ إِلى المَاءِ ثَانِيَةً في زئير وَحْشِي مُخيف. لَكِنَّ الْبَحْرِ عَرِيضِ ، فَسِيحٍ، لا يَجْرِي بين ضِفْتَيْنِ، وَلَا يَمْلِكُ تَيَّارًا، وَتَسْتَطِيعُ فيه المناورة، والحَرَكَةَ ، وتفَادِي السَّيَّارَاتِ الْجُوفِيَّة، بأَنْ تَبْتَعِدَ إِلى الأَعْمَاقِ، وبقدر ما اسْتَطَعْت إلى الأعماق. أمّا النَّهرُ فأَنتَ مُكَبَّل فِيهِ، مَحْصُورٌ في وادِيهِ الضيق، وبَيْنَ ضِفْتَيْهِ الْمُتَوَازِيَتَيْن ، مَحْطُوفٌ مع تَيَّارِهِ إِلى حَيْثُ يَنْدَفِعُ هذا التيار. فكأن يدا قويَّةً، قُوَّةً فَائِقَةً، هي التي في سُرْعَةِ الرِّيحِ الْمَجْنُونَةِ الْمُوَلَّولَةِ، تَدْفَعُكَ إِلى قَلْبِ الجَحِيمِ هكذا تتبدل الأشيَاء، ما بَيْنَ بحر و نَهر. وكنتُ أنا البحار أبا عن جد أعرف البحر جيّدًا، وحَسِبْتُ نفسي أعْرِفُ النّهر، حتى وقع ذلك الحادث. واكتشفت أن النهر، كالبحر تماماً، يُحَبِّنُ سِرَّهُ فِي ذَاتِهِ، فِي مَائِهِ، وَأَنَّه كالغضب، ينزل بالنّاس فيُقوّضهم ، ويُبددُهُمْ، ويُخرِّبُ ما بَنُوهُ على ضِفْتَيْهِ، وما أقاموهُ في مَرَافِيْهِ، ومَا سَاقُوهُ على مَتْنِهِ من وسائل الشحن أو السفر. ويجرفها في طريقه كالعيدان. كقطع خشب صغيرة، كأشجار انتزعها في اندفاعه وهديره المسعور. ذلك اليوم، كان يوما غَضُوبًا، فكأن السّماءَ صَبَّتْ عِقابَهَا على الأرض، وكأنَّ الظَّلامَ يَثْأَرُ مِنَ النُّور، فهُوَ مُطْبق منذ الصباح. والشَّمسُ قد احتَجَبَتْ لا أدري إلى أين، وانطفأت رُبَّمَا، ذلك النهار. وأُقْفِلَتَ الْجِهَاتُ الأَرْبَعُ، وَبَقِيَتِ الرِّيحُ وَحْدَهَا تَهِيمُ على وجهِ السَّهْل، وتُوَلُّولُ مُنْدَفِعَةٌ من الجبل وتضطرب، في الفضاء مُتصَارِعَةً، مُتقاتِلةً ، في عِرَاكِ شَرِس، لا رحمة فيه، لا يَسْمَعُ
إلا ضَوْضَاءَهُ، ولا يأتينا إلا تَزارُه ولا نرى إلا غُبار المعركةِ المثارِ مع الريح العاصفة، المدوية في آذانِنَا. في ذلك اليوم تجمَّعَتْ في المَرْفاً سُفُن وقاطِرَات ومراكب كثيرة، لجأت إليه مُحْتَمِيةٌ بحوضِهِ الواسع، وبالجبل المجاور الذي يشكل مَكْسَرًا طبيعيا للرِّيحِ. فكان المكان يعج بأصحاب السفن والمراكب، وببَحَارَتِها وبالرُّكَابِ الَّذِينِ انْقِطَعُوا عَنِ السَّفَرِ بَيْنَ نِساء وأولاد وشيوخ، وقد تكومُوا جميعًا في أَبْنِيَةِ الْمَرْفَا وَكُلُّهُمْ يرتجف لهول العاصفةِ التي بَدَتْ خِلال ساعات طويلة أنها ستقتلع سُقُوفَ الأبنية ، وتَحْطِفُ النَّاسَ إذا هُمْ خرجوا من مَكَامِنِهِمْ، أو اقتربوا مِنْ ضفة النهر، أو تجرؤوا فحاولوا الصُّعُودَ إلى ظَهْرِ أَي مَرْكَب يتَأَرْجَحُ فِي مَهَبٍ التَّيَارِ، ويترنح بمينا ويسارًا، وجبالُهُ تَغُوصُ في الماءِ وَتَظْهَرُ على السطح، في توثر بالغ يَوشِكُ أَنْ يتقصف
. حنا مينة-حكاية
بحار دار الآداب بيروت الطبعة السادسة 1999 ص ص 166/163

شرح نص العاصفة للروائي والكاتب السوري حنا مينا محور الطبيعة ثامنة اساسي
: تقديم النص
نص سردي وصفي بالاساس مقتطف من كتابه حكاية بحار يندرج نص العاصفة ضمن المحور الثاني الطبيعة للسنة 8 اساسي هذا النص للكاتب السوري حنا مينه (9 آذار 1924 – 21 آب 2018)، روائي سوري ولد في مدينة اللاذقية. والدته اسمها مريانا ميخائيل زكور، ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب. ويُعد حنا مينه أحد كبار كتاب الرواية العربية. وتتميز رواياته بالواقعية، ألّف نحو 40 رواية اجتماعية، من أبرزها (المصابيح الزرق) التي تحولت إلى مسلسل بنفس الاسم، ورواية (نهاية رجل شجاع) التي تحولت هي الأخرى إلى مسلسل سوري.

موضوع النص :
يصف لنا السارد قوة العاصفة النهرية التي واجهته مبرزا اثرها في نفسه و في نفوس الناس مقارنا بين البحار و الانهار

تقسيم النص :
الوحدات : حسب معيار التحول في الموصوفات
1- من السطر الاول الى الى السطر الرابع : وصف شدة العاصفة و اثرها فيه
2- من سطر 4 الى سطر 10 : وصف العاصفة البحرية
3- من سطر 10 الى سطر 13 : وصف النهر و عاصفته
4- من سطر 14 الى سطر 20 : وصف قوة العاصفة النهرية و اثرها في الناس
5- البقية : وصف اثر العاصفة في الناس و الحياة اليومية

: الشرح التحليل الاجابة عن الاسئلة
2- أ – خصائص البحر : بركة مائية زرقاء واسعة \ عريض فسيح لا يجري بين ضفتين
لا يملك تيار تستطيع فيه المناورة و الحركة \ يمكنك ان تبتعد الى الاعماق
خصائص النهر : بين ضفتين متوازيتين \ مكبل فيه السارد \ محصور في
واده الضيق و له تيار متدفق \ له يد قوية تهزك الى الجحيم
ب -تكون العاصفة فب النهر اخطر من تلك التي فب البحر و في ذلك
لوجود تيار مندفع يجذب البحارة الى قلب الجحيم و يكون محصورا في
واد ضيق مما يزيد من شدة العاصفة اما بالنسبة للبحر فيتسنى للبحاارة
الحركة و المناورة للهروب من مكان العاصفة

3- بدأ المتكلم في النص خبيرا بأسرار البحار و الانهار
القرائن التي تبين كيف اكتسب هذه الخبرة : “أنا شهدت عواصف في
البحر .. (و في حياتي البحرية شهدت انواعا منها ) و قد لا يشهدها البحار
عمره كله الا مرة … “و كنت انا البحار ابا عن جد أعرف البحر جيدا

4-قام وصف العاصفة في النهر على :
+التشبيه : كان السماء صبت عقابها على الارض / كان الضلام يثار من
النور / يخبئ سره في ذاته في مائه و انه الغضب

+التشخيص :
السماء صبت عقابها / الشمس قد احتجبت
5-+ معجم الاصوات :نسمع / ضوضاء / المدوية / تولول
+معجم الالوان : ضلام / نور
++مشهد متكامل يوحي بالرهبة و الغموض

6- الاثر الذي احدثته العاصفة في نفوس الناس :
الخوف \الذعر \ الارتجاف \ تعطل العمل \ دملرت العاصفة ما بنوه على
ضفة النهر : خيبة الامل / الرعب \ الحزن : تحطيم ثمرة مجهودهم

خصائص البحر:
بركة مائية زرقاء واسعة / تصخب الامواج وتندفع وترتطم بالصخور /
زبد / وبخارا / عريض / فسيح / لا تستطيع المناورة فيه

خصائص النهر:
بين ضفتين متوازنتين / وادين ضيقين
ب- ان العاصفة في النهر لها تيارات قوية تجعل المركب ينجذب نحوها
مما يشكل خطرا جسيما يصل الى الغرق والموت على اصحاب المركب

3- وقد لا يشهدها البحار عمره كله / أنا شهدت عواصف في البحر لكن تلك العاصفة تختلف ».

التشبيه:
النهر كالبحر / كالغضب / كقطع خشب صغيره
التشخيص:
يخبئ السر في ذاته

5زرقاء / شاطئ / محمحمة / تصخب الامواج / زئير / ظلام / نور /
جبل / ضوضاء /غبار /مدوية .. تمثل هذه المعاجم صورة الطبيعة
الهائجة الثائرة في عرضي البحر والنهر التي وصفها الكاتب. فهذه
الصفات التي استعملها، تمثل كل منها عنصرا من عناصر الطبيعة

6- خلفت العاصفة خوفا شديدا نفوس الناس وركاب المركب باعتبار انها
عاصفة هوجاء قوية ضربتهم

إنتاج:
كان ذلك اليوم يومًا صعبًا وعصيبا. جائت العاصفة فجاة ودمرت كل شيء. حطمت الخيام والمراسي الصغيرة التي نصبها البحارة. نظرت إلى الميناء ، الذي أصبح فجأة مكانًا مرعبا ومخيفا لنقل بقية ساحة المعركة ، متناثرة من الأعمدة ، وقطع صغيرة من الخشب. يصبح المرفأ مرفأ جاهلا ، مليئا بالحياة المضطربة ، موجات النهر تتساقط وتتساقط جذوع الأشجار. لتضع الحزن في نفوس البحارة والملاحين. خمدت العاصفة بسرعة ، لكنها سرعان ما تسببت في أضرار. كنت أسير على قدمين مرتعشتين أبحث عن قارب لم تعبث به يد العاصفة ، لكنني أدركت فجأة أن حطام القوارب وحطامها لم يكن يطفو على النهر ، وبعضها غارق في النهر