شرح نص مطر – محور الطبيعة ثامنة اساسي

شرح نص مطر – محور الطبيعة ثامنة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا يندرج هذا النص ضمن المحور الثاني من كتاب النصوص نزهة القراءة لغة عربية – 8 أساسي – تعليم تونس

شرح نص مطر – محور الطبيعة ثامنة اساسي للكاتب جبرا ابراهيم جبرا

:نص مطر
:النص
مَطَر، ما أعْذبه ! ما أمره ! أُحِبُّه أخشاه، أترقبه وأتمنى استمراره وأتمنى انقطاعه. أصواته الناقرة، الضاربة، المخرخرة تثيرني فأريد الحب والغناء، وأريد التلاشي. كان يملأ الوِدْيان والطَّرُقاتِ ويهزأ من بيوتنا ويخترق سقوفها المسكينة بحثا عن بواطنها وأسرارها، وهل للفقراء أسرارٌ ؟ وهل للأطفال أسرار، ليتصبب عليهم المطر في الليل ؟ يَهْمي جميلا ، يَهْمي على رسله ناقرا أوراق الشجر، ناقرا زجاج النوافذ، مُسرَّبلا الكَونَ بغلالَةٍ من الخَرَز … وينفجرُ قوسِ قزح فَوْقَ الهضاب والوهاد. ثم يعود المطرُ ويُزمزم ويخبط ويقرَعُ وَيُرْسِلُ غِرْبانَ الطَّوفانِ في ارجاء الارض
ما أطيب السِّيرَ في مطَرِ أول الليل على الأَرْصِفَةِ في المدينة، والماء ينزلق عنها إلى السواقي، والنَّاسُ يُسْرِعونَ الخُطى ويتَّقُون البَلَلَ بِالجَرَائِدِ وبالمعاطف. وما أطيب التخبط في البِرَكِ الصغيرةِ المضاءة بألوان المصابيح، والشعر يتلبد أكثر فأكثر على الرأس وحول الوجه.. والسيول الصغيرة تترقرق على الخدين والأنف والذقن.. مطر، مطر، والشابيب تضرب حجارة الأسوار الكبيرة السوداء الرابضة منذ القرون الخوالي في ظـلام مـديـد عريض، مثقب بالأنوار القليلة المتنائية، ومصدع بالبرق والرّعْدِ ، و مُخْتَرَق بالرياح والصفير والعويل. في ردهة باب الخليل وحول نار من أخشاب الصناديق العتيقة البلل والتعب والبرد، واللفاف الصوفي حول العنق، والمعطف الأسودُ الثقيل، والأقدامُ الرَّطْبَةُ التي لا تَدْفا واللهب التي تتصاعد وتتلوى وتدخنُ . ووجوهنا في النور المتراقص تتغير من قناع إلى قناع … مطر.. مطر .. مطر … وتنبثق حياة رائعة متوثبة في الأعماق، ويتحول اليابس إلى أخضر ، والعتيق يرْقُصُ والهَرِمُ َيلْتَهب نضارةً … والمَطَرُ يدق النَّوافِدَ والأبواب، ويريد أن يخترق البيوت المغلقة والأعماق. يريد أن يجري أنهرًا في الحنايا والنفوس مهدّدا بالموتِ ومنقذا من الموتِ مَنْ أحِبُّ وَمَنْ سوف ألِدٌ، مؤذنا بحياةٍ تضطرم وتصْطَحِبُ.
كانت المدينةُ تَلْبَسُ المطر كما تَلْبَسُ الشَّكلى ثِياب الجدادِ .. رأيتُها والتَّلْجُ كثِياب العرائس يملأ طُرُقاتِها وسطوحها. رأيتها تتلالاً كَجَوْهَرَةٍ وتملأ أجواءها
عصافير السنونو، ورأيتُها وزهر اللوز والمشمش يحتضن منازلها وتنطَلِقُ الزغاريد من شبابيكها.
جبرا إبراهيم جبرا : البحث عن وليد مسعود بتصرف
دار الآداب بيروت الطبعة الرابعة. ص : 241 / 242 / 243

شرح نص مطر للكاتب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا محور الطبيعة 8 اساسي
: تقديم النص
نص سردي وصفي بالاساس للاديب الفلسطيني المعاصر جبرا ابراهيم جبرا مقتطف من كتابه البحث عن وليد مسعود يندرج ضمن المحور الثاني الطبيعة و يتطرق الى بعض مظاهر تاثير الطبيعة في حياة الانسان

: موضوع النص
يصف لنا السارد مشهد نزول المطر و العناصر المكونة له في المدينة و الريف مبينا موقفه المتناقض ازاءه مبرزا المشاعر و الاحاسيس التي انتابته راسما صورتين متناقضتين لهذه الظاهرة الطبيعية

: تقسيم النص
الوحدات : حسب معيار تحول الوصف
1- من السطر 1 الى سطر 8 : تحول صورة المطر بتحول السارد في المكان : وصف اثر المطر في الانسان نهارا بالريف
2- من سطر 9 الى سطر 15 : التحول في المكان و الزمان : وصف الارصفة في الليل بالمدينة
3- من سطر 15 الى سطر 23 : وصف الناس اثناء نزول المطر + وصف حالة البيوت
4-البقية : وصف اثر المطر في الكائنات ليلا بالمدينة

:الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
2- انتابت الكاتب مشاعر متناقضة بنزول المطر. فهو من جهة فرح،
مسرور، بنزول من جهة أخرى يتمنى انقطاعه ويخشاه. ولعل هذه
المشاعر المتقلبة تكشف عن نفسية الانسان التي تنقسم الى حب للمطر
وعشق له خاصة في الحياة العاطفية ومنها من يرى في المطر الا العذاب
في فصل الشتاء. ” أعذبه // أمره // أحبه // أخشاه // أترقبه // الحب //
الغناء // التلاشي // الانتشاء “

3- مثلت الطرقات والمنازل وبرك المياه والنوافذ والارصفة والسواقي
والناس والمصابيح والالبسة التي يرتديها الناس مشهد المطر. فالكاتب هنا
يرصد حركة الجميع من جماد وبشر، وكيفية التعامل مع المطر.
فالمصابيح مثلا تعكس جمالية المطر وتلك البرك الصغيرة التي تصنعها.
ويرى السارد في هذا المشهد مشهدا جماليا يثير النفس ويجعلها فرحة
مسرورة وهو أول المسرورين بذلك

4-” أصواته الناقرة // الضاربة // المخرخرة // يزمزم // يخبط // يقرع // يدق “

5- المطر مهددا بالموت: أمره // أخشاه // ااتمنى انقطاعه // يملأ الوديان والطرقات ويهزأ من بيوتنا… // غربان الطوفان…//
يريد أن يجري أنهرا في الحنايا والنفوس مهددا بالموت
المطر منقذا من الموت: أعذبه // أحبه // أترقبه // ناقرا أوراق الشجر //
زجاج النوافذ // قوس قزح //… تنبثق حياة رائعة // يتحول اليابس إلى أخضر //

2- القرائن المعبرة عما انتاب السارد من أحاسيس ازاء نزول المطر :
“ما أعذبه “:الفرحة
“ما أصره” : الحزن
“أحبه” : الحب // الاعجاب
“أخشاه” : الخوف
” اتمنى استمراره” : الفرحة
“اتمنى توقفه” : الحزن
“اريد الحب و الغناء” : الحب // الاعجاب

3- العناصر المكونة لمشهد نزول المطر في المدينة :
+الماء : ينزلق عنها في السواقي
+الناس : يسرعون الخطى // يتقون البلل بالجرائد و بالمعاطف
+البرك : صغيرة // مضائة بالوان المصابيح
الريح : مخترقة الاسوار // الصفير // العويل
++يبدو السارد متفائلا و سعيدا بنزول المطر لتنبثق حياة رائعة متوثبة في الاعماق

4- الكلمات و التراكيب التي تجسد صوت المطر : أصواته الناقرة و
الضاربة و المخرخرة // ناقرا اوراق الاشجار // ناقرا زجاج النوافذ //
يرسل غربان الطوفان

5- صورة المطر المهدد بالموت :
+يهزأ من بيوتنا
يخترق سقوفها المسكينة بحثا عن بواطنها و أسرارها
+هل للفقراء أسرار ؟
+هل للاطفال اسرار ليتصبب المطر عليهم في الليل ؟
+يرسل غربان الطوفان في ارجاء الارض
صورة المطر المنقذ من الموت :
+يهمي جميلا
+تنبثق حياة رائعة متوثبة في الاعماق
+يتحول اليابس الى أخضر

الوحدة الأولى
ما أعذبه! ، ما أمّره! ⇦ تعجب. تعجّب الواصف من الخصائص
المتناقضة التي تميّز المطر​
يهزأ من بيوتنا” //”يخترق سقوفها المسكينة” ⇦ تشخيص ⇦ أفعال
مسندة الى المطر تتضمّن معاني سلبيّة تكشف موقف الواصف من المطر و علاقته به​
هل للفقراء أسرار؟ .. هل للأطفال أسرار⇦ استفهام انكاري. انكار
وجود أسرار للأطفال و الفقراء و بالتالي فان المطر يقوم بأفعال سلبيّة
تجاه فئات ضعيفة ⇦ تحقير للمطر​
ما أطيبما أطيب⇦ تعجب. استحسن الواصف مظاهر تبدو منفّرة قد
⇦ رغم كونه قد ظهر في بداية الوحدة مترددا بين موقفين فان الواصف
بدا في نهايتها شديد النفور من المطر

الوحدة الثانية :
مطر، مطر ⇦ تكرار يفيد الكثرة​
الشآبيب ⇦ جمع شؤبوب و هو الدفعة من المطر…و شدّة دفعه​
الرعد ، ” البرق ” ، ” الريح ” ، ” البرد ” ⇦ معجم الشتاء​
⇦ الجو الماطر و الطقس الشتوي يؤثر في حياة الناس و يدفعهم الى توقيه بأشكال شتى :​
إيقاد النار داخل البيوت المغلقة بإحكام​
ارتداء الملابس الصوفيّة​
⇦ يترك المطر أثرا في الطبيعة و ” يتحوّل اليابس إلى أخضر ” و في
الإنسان فيكون ” مؤذنا بحياة تضطرم و تصطخب ” و كذلك يؤثر في
المدينة حيث أنه يزينها فتكون ” كجوهرة “و تسيل مياهه في طرقاتها و أرصفتها​

: انتج
يبدو الجو نقيا منعشا بعد تلك الليلة الصاخبة و الهائمة فالمطر يطهر الهواء فبدت لي الاشياء و كأنها بعثت من جديد فيزول الغبار و يبترد الجو و يلوح قوس قزح بالوانه المبهجة كانه عقد مقوس فوق ابواب الحنان . و تنبثق النباتات على مهل نحو الاخضرار فتبدو الحقول كانها لوحة مزخرفة ما يعث للحياة بعد حرارة الصيف فالمطر في فصل الخريف تحمل الخيرات و تهب الحياة الا انه لاح من الامر ما لا يحبه فقد دمدمت الامطار المنازل القديمة و شتتت شمل العائلات و اقتلعت الاشجار و اصبحت المدينة غارقة في الاوحال فما اعذبك يا مطر