شرح نص احتفال – محور المدينة والريف – ثامنة اساسي

شرح نص احتفال – محور المدينة والريف ثامنة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب بهاء طاهر يندرج هذا النص ضمن المحور الاول من كتاب النصوص نزهة القراءة لغة عربية – 8 أساسي – تعليم تونس

شرح نص احتفال – محور المدينة والريف ثامنة اساسي للكاتب والروائي المصري بهاء طاهر

:نص احتفال
النصّ
كَانَتْ تِلْكَ أيَّامَ المَوْلِدِ الذّي اعْتَادَ البَاشكاتبُ أنْ يُتَابِعَهُ مِنْ شُرْفَتِهِ وَ يُشَارِكَ فيه بِنَفْسِهِ كُلَّ عَام. فِي هَذه المَرَّةِ أعْجَزَهُ المَرَضُ فَكَانَ يُتَابِعُ بأذُنَيْهِ كُلَّ شَيءٍ وَ هوَ يَرْقُدُ فِي فِرَاشِهِ وَ يَكَادُ يَرَى الصُّوَرَ مِنْ خِلاَلِ الأصْوَاتِ. لاَحَظَ الضَجَّةَ و هي تزدَادُ يَومًا بَعْدَ يومٍ مع وُفُودِ الآلاَفِ الجَدِيدَةِ مِنَ الزُوّارِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، و الذّينَ يَعْلَمُ أنّهُم احتلّوا الآنَ كُلَّ الأرصفَةِ في المَيْدَانِ و الشوارِعِ المُتَفَرِّعَةِ مِنهُ. مَيَّزَتْ أذُنُهُ إلى جَانِبِ النِّدَاءاتِ و صِيَاحِ الصِّبْيَةِ و ضجيجِ الميكروفونات تِلْكَ الوشوشةَ الجماعِيَّةَ المُوَحِّدَةَ لآلافِ الأصواتِ، تِلْكَ النّغْمَةَ المُبْهَمَةَ التّي تَتَمَوَّجُ وَحْدَهَا فَوْقَ كُلِّ الطنينِ بينَ مَدٍّ وَ جَزْرٍ… يَتَعَرَّفُ مَعَ ذَلِكَ عَلَى كُلِّ التّفَاصِيلِ المُفْرَدَةِ في الضَجَّةِ الآتِيَةِ مِنَ الطّرِيقِ وَ مِنَ الخِيَامِ وَ الأكْشَاكِ المَنْصُوبَةِ في شَارِعِهِمْ. يَسْمَعُ صَوْتَ رَبَابَةٍ و إنْشَادَ مَدّاحِينَ و فَرْقَعَاتِ البَنَادِقِ، وَ أزِيزَ المَرَاجيحِ و نِدَاءاتِ بَاعَةِ الأطعِمَةِ وَ بَاعَةِ العُطُورِ وَ خَشْخَشَةَ ميكروفون السّاحِرِ الذّي يَشْطُرُ ابنتَه بالمِنشَارِ إلى نصفَيْنِ أمامَ أعيُنِ المُتفرّجينَ. يكادُ يَرَاهُمْ جميعا و يَلْمَسُهُمْ، و لكنّهُ ينتظرُ في كُلِّ مساءٍ ي آخِرِ اللّيلِ صوتا شجيّا لا يخطِئُهُ أبدا رغم كُلِّ الضجيجِ، يَعْبُرُ مِنْ أذُنِه إلى قَلْبِهِ على الفوْرِ و هو يُكَرِّرُ بِنِدائه المُنغِّمِ توكّلتُ على الله رَبّي و خالِقي…
و لمّا جاءَ المَوْلِدُ قرّر ابنُهُ شعبانُ أن يحتَفِلَ به، فاستأجر عشراتٍ مِنَ المقاعدِ الخيزرانِ و رصَّها فوقَ السّطحِ و شاركَ السكّانُ أيضا بإضافَةِ مقاعدَ من بُيوتِهم حتّى امتلأ المكانُ. و شَمِلَ الحماسُ العمارةَ كلّها فتطوّعَ كلُّ واحدٍ بما يقْدِرُ عليه. رَكّبَ حميدٌ الكهربائيُّ الميكروفوناتِ و مكبّراتِ الصّوتِ و وَضَعَ المصابيحَ المُلوّنةَ في مدْخَلِ البيتِ و فَوْقَهُ لتُضاءَ في المساءِ. وَ نَصَبَ أبو عزّوز النجّارُ أعمِدَةً خشبيّةً فوقَ السّطحِ و علّقَ فيها أثوابًا مِنْ قُمَاشِ الخِيَامِ المُزَخْرَفِ كأعلامٍِ مطوِيّةٍ للزّينَةِ، و شَارَكتْ بناتُ البيتِ مُنذُ الصّباحِ بمَسْحِ السّلالِمِ. و في المساءِ كان المكانُ قد امتلأ حتّى آخِرِهِ بالجيرانِ من العمارةِ و مِنَ البيوتِ المجاورةِ الذّين لم تَكْفِهِمْ كلُّ المقاعدِ فظلّ البعضُ واقفينَ.
و كانَ شعبَانُ يَطٌُوفُ على الموجودين و في يَدِهِ قارورةُ عِطْرٍ معدنيّة كبيرةٌ ينثُرُ منها على أكُفِّهم المبسوطةِ قطراتٍ فيَمْسَحُونَ وُجُوهَهُمْ و هُمْ يَدْعُونَ لهُ. و كان غيرُهُ يطوفُ بأكْوابِ ماءٍ بالزَّهْرِ يُوالي إرسالَهُ الحاجُّ مَرْعِيٌّ العَطّارُ من شُقّتِهِ في الدّورِ الرّابعِ في أباريقَ نُحاسيّةٍ كبيرةٍ.
بهاء طاهر- نقطة النّور- ص.ص: 205/206/207

شرح نص احتفال
التقديم المادي للنص :
هذا النص بعنوان احتفال للكاتب بهاء طاهر : روائي مصري ولد سنة 1935 ، عمل مخرجا و مذيعا و سافر إلى جينيف ليعمل في الأمم المتحدة من سنة 1981 إلى سنة 1995 من مؤلفاته : بالأمس حلمت بك ، شرق النخيل ، قالت ضحى ، الحب في المنفى ، نقطة النور. هذا النص مقتطف من كتاب نقطة النور يندرج ضمن المحور الاول المدينة و الريف 8 اساسي تعليم تونس

: موضوع النص
الموضوع :
يصف السارد طابع الاحتفال التقليدي في المدينة مبرزا العلاقة بين الناس

: تقسيم النص
المقاطع:
معيار التقسيم: المضمون
1- من البداية الى سطر 15: عجز الباشكاتب عن المشاركة في الاحتفال و متابعته لأجواء الاستعداد له من خلال سمعه
2- بقيّة النصّ: احتفال شعبان و سكّان الحيّ بالاحتفال
معيار التقسيم: الزمان
1- من البداية… س 15: قبيل الاحتفال
2- بقيّة النصّ: أثناء الاحتفال

: الشرح التحليل الاجابة عن الاسئلة
2: لئن تحولت الأصوات التي كان يسمعها الباشكاتب إلى صور كأنها تجري أمامه، فإن هذه الصور متنوعة ومختلفة، بل ومتلونة، فكانت الصور المتناقلة هي صور الشارع الذي يزدحم بالباعة والمارة أو بـ »الزوار » كما سماهم الكاتب. كما ارتسمت صورة الصيبة الذين يلعبون في الأحياء. كما يتكرر له صوت الشخص الذي يدعو ربه مساءا ” توكلت على الله ربي وخالقي

3: ساهم الصوت الذي يستمع اليه الباشكاتب في نقل كل العناصر التي توحي بطابع الاحتفال، ولعل من هذه العناصر هي الحركية الكبرى (“آلاف الزوار”) التي تشهدها شوارع المدينة ومن ذلك صياح الباعة ولعب الأطفال، وكل هذه العناصر أو الصور توحي بالطابع العربي التقليدي للاحتفالات في جل المناسبات المختلفة لدى المسلمين عامة ولدى المصرين خاصة باعتبار ان الكاتب بهاء طاهر ترعرع في بيئة مصرية.

4: في كل مناسبة، يبرز السكان في أبهى حللهم، نقصد بالحلل هنا الحلل الأخلاقية من قيم التعاون والتضامن والتحابب والتعايش السليم القويم، ولعل الوحدة الثانية في هذا النص جاءت لتبين هذه الصورة، وقد على ذلك قول الكاتب: ” وشارك السكان أيضا بإضافة مقاعد من بيوتهم .. فتطوع كل واحد بما يقدر عليه.. ” ولعل قيام كل من حميد الكهربائي وأبو عزوز النجار وما قامت به بنات البيت من تنظيم خير دليل على مدى ترابط العلاقة بين الجيران في الحي وخير دليل على مدى متانتها.

5: في هذا النص توجد العديد من القرائن الدالة على إقبال الناس على الاحتفال ومشاركتهم فيه، وهو ما يلخصه قول الكاتب في مواضع مختلفة منها: