شرح نص النرجس ثامنة اساسي محور الطبيعة

شرح نص النرجس – محور الطبيعة ثامنة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب حسن العاني يندرج هذا النص ضمن المحور الثاني من كتاب النصوص نزهة القراءة لغة عربية – 8 أساسي – تعليم تونس

شرح نص النرجس – محور الطبيعة ثامنة اساسي للكاتب العراقي حسن العاني

:نص النرجس
:النص
في ذلك المَسَاءِ الْمُبَكْرِ مِنْ شَهْرٍ آذارَ كُنتُ قَدْ تَفَتَّحْتُ، أَرَحْتُ الأوراق الخضراء قليلاً عن جسدي. واستَطَعْتُ إلقاء نظرة عاجلة… كُنْتُ مُحاطا بمجموعة كبيرة من الأغصان التي تلتف حولها نباتات خيطية، وأوراق ظلية قائمة. وكانت بضع أزهار قد تفتحت في مساءات وصباحات سابقة. لم أكن وحيدا داخل الشريط الأَرْضِي المحفور بعمق عشرة سنتمترات، فقد رأيتُ إلى جواري صفا طويلاً من زهور القرنفل بألوان مختلفة. أما نحن تلك المجموعة من أزهار النرجس، فكنا نتجمع على هيأة إكليل بلوري ناصع البياض داخِلَ فُسْحةٍ ضيقة من الأرْضَ . وكنتُ في الحقيقة أجهل الأيام والشهور التي مضت على وجودي هنا. لقد اكتشفت ذلك الآنَ فجأة بعد أن أزحت الأوراق الخضراء قليلاً عن رأسي، ولم أجد صعوبةً تُذكرُ في البحث عن الماء والطعام. فقد كان ذلك أمرا ميسورًا، إذ يقوم في العادة شخص ما بترك حنفية الماء مفتوحةً وقت الغروب لمدة نصف ساعة وعندها نستطيع الاغتسال والحصول على الطعام والعبث بأصابعنا
في الحوض الترابي الذي يمر على امتداد الصف الطويل.
في ذلك المساء، مُجرَّدِ أن فتحت عيني على الساقية والنباتات الخيطية وأوراد النرجس، اكتشفت كذلك أنني نرجسةً بيضاء لا أختلف عن صف الأزهار الملونة ولهذا قررْتُ التفتح بشكل كامل وإزاحة كل الأوراق الخضراء التي ضايقني التفافها حولَ عُنقي زمنا طويلاً، ثم غادرت مكاني، ذهبت بعيدا. لم أكُنْ خائفًا. تجولت بين الصفّ الطويل. عقدت صداقات وطيدة.
كُنت نبتا يافِعًا يفتح عينيه لأول مرة. صادفتني في الطريق وبين شتلات الصف الطويل مئات الزهرات الصغيرة حمراء وقرمزيَّةٌ وبيضاء، بَعْضُهُنَّ كان قد تفتح منذ لحظات، لكنّني تعلقت بتلك الوردة الكبيرة. حين وقفت قريبا منها ، رفعت رأسي و قامتي إلى أعْلَى نقطة أستطيع الوصول إليها ، دون فائدة. فقد كانت المسافة بيننا بعيدة، إلا أنني كنت في غاية السعادة و أنا أدور حولها، واسترخي عِند قدميها أراقب شموخها مفتونا وهي تبتسم و تعابت أوراقي بين الحين والآخر. انصرفت عنها وقت الفجر، حين رأيت مجموعةً يافعةً مِنْ زَهُور القرنفل والنرجس وزنابق الماء تدور حولها وهي تعابث أوراقهم برفق كما كانت تفعل معي
عدت إلى مكاني، كانت شمْسُ آذار دافئة، أحسست بحاجة إلى النوم، نِمْتُ قليلاً وربما حلمت في تلك الإغفاءة، لكنني لم أستذكر حلمي. استيقظت وأنا أشعر بحيوية غريبة، أسرعت إلى قرنفلةٍ كانت مُتَّكِتَةً على جذع الرُّمَانَةِ. أَمْصَيْنَا النّهار كله معا . وبقينا اللَّيْلَ كذلك ونحن نتحدّث. كان القمرُ لَيْلَتَهَا بِدْرًا وهواءُ أَذارَ يُنعش الجسد فاسْتَلْقينا على حافة الخوض . رُبّما نِمْنَا بِضعة أيام و لم نَستَيْقِظُ إلا على صوت الرجل الذي يترك حنفية الماء مفتوحةً وهو يأمرنا بالعودة جميعا إلى أماكننا فهناك زائر غريب.
للكاتب العراقي حسن العاني
مجلة الأقلام عدد 10 سنة 1988 ص ص 41/40

تقديم النص:
التقديم : نص وصفي سردي للاديب العراقي حسن العاني مقتطف من مجلة الاقلام العراقية يندرج ضمن المحور الثاني الطبيعة محور الطبيعة للسنة الثامنة من التعليم الاساسي، ورد على ضمير المتكلم المفرد.

موضوع النص:
الموضوع : يصف لنا السارد زهرة النرجس و ما قامت به من افعال اثر استيقاظها و تفتحها مبرزا خصائص الطبيعة الحية و علاقة الانسان بازهارها ذاكرا بعض انواع الازهار “حياة زهرة النرجس”

تقسيم النص:
الوحدات : حسب معيار اطوار حياة النرجس :
1-من سطر1 الى سطر 13 : تفتح زهرة النرجس
2-من سطر 14 الى س18 : اكتشافها لحقيقتها و موطن ولادتها
3- من سطر 19 الى سطر 27 : التعرف الى بقية الازهار اثناء فترة شبابها
4- البقية : تكوين صداقة مع قرنفلة

الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة:
⓶- استعمل الكاتب تشخيصا لزهرة النرجس، ومن هذا التشخيص، خلق الكاتب حياة ديناميكية لحياة الزهرة النرجسية. فمن خلال اسناد أفعال الانسان اليها من تفتح ونظر وسمعو حركة وسري وحديث، جعل الكاتب من الزهر إنسانا ناطقا. فالزهرة ناطقة ومؤنسنة.

⓷- جاء النص على لسان المتكلم، فلسانه في الحقيقة هو ترجمة لاحاسيسه، إذ أنه يتكلم بعفوية كلية، يسعى من خلالها التعبير عن شتى المشاعر بشتى الطرق وهو ما ساعد على نقل أحاسيس النبتة.

⓸- بدت صورة الزهرة النرجسية صورة مليئة بمعاني الطفولة، والحياة والانطلاق، والأحلام، ولعل هذه الصورة تبدو خاصة في انطلاقها نحو التحرر من المكان التي هي فيه، فكانت تلعب وتلهو وتنام فضلا عن مصاحبتها لعديد الازهار الاخريات، ورؤيتها لزهرات عملاقات، كلها كانت دالة حياة الطفولة، فكم من مرة ونحن صغار اعترضنا رجال نراهم كأهم جبال في قامتهم، وكم من رفيق لعبنا معه حتى نمنا تحت الشجر.

⓹- جاء في النص أنواع مختلفة من الازهار من ذلك النرجس، وزهر احمر وابيض وزهر كبير وزهر القرنفل وزنابق الماء

⓺- بدت علاقة الانسان في الوحدة الاخير بالزهور علاقة قائمة على الاهتمام بهم، فهو يترك لهم الماء كي يعيشو ويمرحوا، فالزهر بالنسبة للانسان هو الحياة.