شرح نص دمنة يحرش الأسد على الثور أولى ثانوي محور الحكاية المثلية

شرح نص دمنة يحرش الأسد على الثور – يندرج هذا النص ضمن المحور ضمن المحور الثاني من كتاب النصوص لغة عربية آفاق أدبية – محور الحكاية المثلية – مع الاجابة عن الاسئلة – أولى ثانوي – تعليم تونس

شرح نص دمنة يحرش الأسد على الثور سنة 1 ثانوي الحكاية المثلية عبد الله بن المقفع

تقديم النص :
نص قصصي ورد في شكل حكاية مثلية و هي قصة خرافية تدور في عالم الحيوان ظاهرا و ترمز إلى عالم الإنسان باطنا و النص مأخوذ من كتاب كليلة و دمنة و تحديد من بابه الأول و هو باب الأسد و الثور للكاتب الفارسي عبد الله إبن المقفع الذي ترجم الكتاب و نقله من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية رغم أن الكتاب في أصله كتاب هندي ألفه الفيلسوف “بيدبا” بطلب من الملك “دبتسليم” و هو كتاب في السياسة و الأخلاق و المجتمع و يدخل هذا النص ضمن محور الحكاية المثلية

موضوع النص :
يسعى دمنة إلى الإيقاع بين الأسد و الثور معتدما حججا متنوعة .

تقسيم النص:
الوحدات : المعيار : يمكن أن نقسم هذا النص بإعتماد معيار التضمين إلى مقطعين (قصتين) :
القصة الإطارية : من السطر 1 إلى السطر 19 + من السطر 26 إلي السطر 36
القصة الفرعية (المضمنة) : من السطر 20 إلى السطر 25
ملاحظة : كتاب كليلة و دمنة قائم على التضمين الذي يعد مظهرا من مظاهر الإمتاع في الحكاية المثلية .

الشرح :
القصة الرئيسية :
نمط الخطاب : السرد الذي إنفتح به النص و قد حقق جملة من الوظائف :
تحديد الشخصيات القصصية في الحكاية المثلية (دمنة و الأسد) و هي شخصيات تنتمي إلى عالم الحيوان لكن الكاتب أسند لها أفعالا لا أقوالا و سمات بشرية .
تحديد العلاقة القائمة بين الأسد و دمنة

تأطير الحدث القصصي
التمهيد للحوار
كشفت أفعال دمنة و أقواله القائمة على التهويل عن سعيه إلى زرع الشك و الحيرة في الأسد لإقناعه و التأثير فيه .
ينقل دمنة إلى الأسد خبرا شفويا حدد سنده الذي يجمع بين الصدق و الأمانة ليوهم الأسد بمصداقية الخبر و توثيقه .
وظف دمنة معجما أخلاقيا (الخيانة ، الغدر ، الفجو ، الجحود ، اللؤم ، الغش ، الكذب …) لوصف الثور نازعا عنه كل فضيلة و هو لذلك يبرر للأسد ضرورة معاقبته .

كذلك المعجم السياسي (الجند ، ملكك ، الملك …..)
وظف دمنة المعجم السياسي حتى يبرز للأسد خطورة المسألة فللثور مطامع و مطامح ذاتية لنيل السلطة و الإطاحة بالأسد
إستعمل عبد الله بن المقفع أسلوب حجاجي حيث قام خطاب دمنة على مجموعة من الحجج التي سعا من خلالها إلى التأثير في الأسد و إقناعه بخطورة الثور على منبصبه السياسي و من الحجج التي إستعملها :
حجة المشابهة أو المماثلة : من خلال تشبيه الثور باللئيم الذي يتطلع إلى منزلة لا يستحقها
حجة قولية من خلال قول دمنة ..ويقالُ إن إستضافك ضيف ساعة من نهار ..هي حجة تنبه الأسد إلى غدر الثور و خيانته
حجة مثلية أو حجة بضرب المثل و سرد قصة للإستدلال و الإعتبار (القصة المضمنة الحكاية المثلية)
حجة القياس في قول دمنة “إن الضرس المأكول لا يزال صاحبه منه في ألم و أذى حتى يقلعه”

الأسد تدرج ففي موقفع من خطاب دمنة من المعارضة و الرفض (لا أضن الثور يغشني ،لا يستطيع أن يضرني) إلى القبول و التسليم “سأكون منه على حذر” و قد لاح الأسد في نهاية النص مقتنعا بعداوة الثور و غدره و خيانته و قد تحقق هذا الإقتناع نتيجة كثافة الحجج و قوتها و تنوعها في خطاب دمنة .

تعد الشخصية القصصية وجها من وجوه الإمتاع بإعتبارها شخصية حيوانية بملامح و صفات إنسانية لكن هذه الشخصية الحيوانية تعد وسيلة فنية علج بها المؤلف أشكال و مظاهر التدهور في مجتمعنا : الشخصية وسيلة للنقد و الإصلاح من خلال البحث في رمزيتها .

شخصية دمنة :
وقد تعلقت بها جملة من الصفات المرذولة كالكذب و الحسد و الوشاية و النميمة و المكر و الدهاء … و هو بذلك رمز للحاشية الفاسدة النفعية التي تتقرب من السلطان لتحقيق مطامع و مطامح ذاتية : من مظاهر الفساد السياسي في عصر إبن المقفع

الحاشية الفاسدة :
تتطلع إلى تحقيق مصالها الذاتية
*شخصية الأسد : لاح في التص شخصية ضعيفة و شخصية عاطفية إنفعالية تنقاد إلى غرائزها ة لا تحتكم إلى عقلها . يرمز الأسد في هذا النص إلى الحاكم “السلطة السياسية” الذي يتعجل في أخذ قراره و لا يحتكم إلى عقله و ينقاد إلى كلام حاشيته .

لا يخلو هذا النص من مظاهر الإمتاع التي لاحت جلية من خلال صورة الحيوان “الأسد دمنة و الثور” بملامح بشرية كما لا يخلو من مظاهر إفادة تجلت في النقد الذي وجهه الكاتب إلى رموز السلطة السياسية في مجتمعه “الحاكم الحاشية” متخفيا وراء شخصياته الحيوانية .