شرح نص صبي الدكان سابعة اساسي

شرح نص صبي الدكان سابعة اساسي – يندرج هذا النص ضمن المحور الخامس من كتاب النصوص الأنيس لغة عربية – محور الاطفال في العالم – مع الاجابة عن الاسئلة – تعليم اعدادي تونس

شرح نص صبي الدكان 7 اساسي محور الاطفال في العالم للكاتب إيميلي نصر الله

محور الأطفال في العالم شرح نصّ صبيّ الدكّان
الــنّــصّ
أذْكُرُ تَمَامًا تِلْكَ اللّحْظَةَ، فَقَدْ كانتْ يَِدِي تُعَالِجُ قَارُورَةَ الغَازِ، و أنا أحاوِلُ وَصْلَهَا بالأنْبُوبِ مَكَانَ القَارُورَةِ الفَارِغَةِ، لَحْظَةٌ حَاسِمَةٌ تَسْتَدْعِي التّرْكيزَ الدّقِيقَ… أوْصَاني ” مُعلِّمِي ” حِينَ وَكَلَ إلَيَّ هذهِ المُهِمّةَ قائلاً:
⇦ يَبْدُو لي أنّكَ فَتًى عاقِلٌ، و لِذا يُمْكِنُنِي تَسْليمُكَ المَسْؤوليّةَ. اِنْتَبِهْ جيّدًا، أنتَ تتعامَلُ معَ مادّةٍ خَطِرَةٍ، و لا مَجَالِ للإهْمَالِ. “
كانَ ذلِكَ في الأسْبُوعِ الأوّلِ بَعْدَ وُصُولي إلى بَيْرُوتَ. مَدينَةِ السِّحْرِ و الدَّهْشَةِ. كَمْ سَمِعْتُ عَنْهَا مِنَ الرِّفَاقِ الذّينَ سَبَقُونِي في النُّزُوحِ إليْهَا لِيَجِدُوا أعْمَالاً في وِرَشِ البِنَاءِ القَائِمَةِ هُنَاكَ.
لَمْ أوَفِّقْ للعَمَلِ في وِرَشِ البِنَاءِ، فَرُحْتُ أتَجَوَّلُ في الأسْوَاقِ و أعْرِضُ نَفْسِي عَلَى كُلِّ صَاحِبِ دُكّانٍ، إلى أنْ اُسْتَوْقَفَني هذا المُعلِّمُ، و هُوَ صَاحِبُ دُكّانٍ صَغيرٍ يُشْبِهُ إلى حَدٍّ كبيرٍ دَكَاكِينَ قَرْيَتِنَا في الرّيفِ البَعِيدِ…
أوْصَانِي أبي و هُوَ يُوَدِّعُني، قال: ” الطّاعَةُ و الوَدَاعَةُ و الأمانةُ، ثَلاثُ صِفَاتٍ يَجِبُ أنْ تَتَحَلَّى بها في غُرْبَتِكَ، يَا بُنَيَّ، و لاَ سَنَدَ لَكَ هُنَاكَ غَيْرُ حُسْن السُّلُوكِ. امْضِ و اللّهُ مَعَكَ “…
لاَ يَزَالُ أثَرُ يَدِهِ على كَتِفِي، حينَ ودَّعَني عِنْدَ المَحطّةِ، و عندَمَا اسْتَدَرْتُ أشَيِّعُهُ بنَظَرَاتي خُيِّلَ إلَيَّ أنّهُ كانَ يَمْسَحُ دُمُوعَهُ. رَجُلُ بَأسٍو تَصْميمٍ أبي. حَاوَلَ جُهْدَهُ كَيْ يُعَوّضَني و إخوَتِي مِنْ نَقْصٍ تَذَوَّقَهُ، و حِرْمَانٍ أتْعَسَ طُفُولَتَهُ. لكنّ الفقْرَ جائِرٌ، و هُو ” أسوأُ أصْنَافِ العُنْفِ ” كما قرأتُ في كتابٍ لِحَكيمٍ هنديٍّ…
و أعْتَرِفُ أنَّ لِمُعَلِّمِي أيَادِيَ بَيْضَاءَ عَلَيَّ وَ عَلَى تَوَجُّهِي، و حتّى عَلَى تَحْسِينِ نُطْقِي و تَهْذِيبِ لُغَتِي… كَمَا يَعُودُ الفَضْلُ كُلُّ الفَضْلِ إليْهِ في مُسَاعَدَتِي عَلَى تَطْويرِ شَخْصِيَّتِي و تَحْسِينِ مَعْرِفَتِي، إذْ شَجَّعَنِي عَلَى حُضُورِ دُرُوسٍ مَسَائِيَّةٍ في اللُّغاتِ… فَوُلِّدَ في دَاخِلِي أمَلٌ جَدِيدٌ في إمْكانِ التقدُّمِ، و الانْتِقَالِ مِنْ مَوْقِعِ صَبِيٍّ إلى مَا هُوَ أرْقَى…
كَانَ قَدْ مَرَّ عَامَانَ على ذلِكَ، حِينَ وَجَدْتَني أقرَأُ و أُحَاوِلُ كِتَابَةَ الرَّسَائِلِ بالإنجليزيّة، فَقَدْ كُنّا نَتَبَادَلُ الرّسَائِلَ التّمارينَ بَيْنَ زُملاءِ الصَفِّ الوَاحِدِ. و ذاتَ يومٍ، كَتَبَتْ مُعَلِّمَتُنَا مَثَلاً إنجليزيّا و طَلَبَتْ مِنّي أن أعرّبَهُ، فوقفتُ مِن دُونِ تردُّدٍ، و قرأتُهُ بالعربيّةِ بصوتٍ عَالٍ: ” متى وُجِدَت الإرادةُ وُجِدَ الطّريقُ إلى الوُصُولِ ” فصَفّقَتْ لي و هي تقولُ: ” لقد حقّقْتَ هذا القولَ بالفعلِ “
حينَ عُدْتُ إلى نفْسي، فَكّرْتُ في أنّ مُعَلِّمَتَنَا تُجيدُ قراءَةَ الأفْكَارِ أيضا، لا تدِريسَ اللُّغةِ الإنجليزيّّةِ فقطْ… غادَرْتُ الصَفَّ، تلك اللّيْلةَ، و تِلْكَ الكلماتُ تُلاحِقُني، فقد كُنتُ أسْمعُ صوتًا يَطِنُّ في أذُني: ” أنتَ وحدكَ في وُسْعِكَ أنْ تجِدَ الطّريقَ “
إيميلي نصر الله

اسئلة النص:
1⇦ قسّم النّصّ إلى وحدات بحسبِ معيار تختاره
2⇦ استخلصْ من بداية النّصّ ما يدلّ على تحمّل الصبيّ مسؤوليّات أكبر ممّا تسمح به سِنُّهُ
3⇦ احتفظت ذاكرةُ السّارد بموقف وداع أبيه و بصورةٍ عن ماضي هذا الأب، حدّد معالم هذه الصّورة، و بيّن قيمتها في حياة الصبيّ
4⇦ اِستخرج من النّصّ الأقوال التّي رَسَخت في ذاكرة السّاردِ، ثمّ بيّن مصدرها و أثَرَ كُلٍّ منها في تكوينه
5⇦ النصّ مجموعة من الأحداث ترِدُ على ذاكرة الصبيّ دُون ترتيب، أعِدْ ترتيبها وفق تسلسُلها في الزّمان
6⇦ ما الخِصالُ التّي أهّلت الصّبيّ لتحسينِ وضعيّته و الارتقاء في حياته؟

الشّرح التفصيلي والاجابة على الاسئلة
تقديم النص:
نصّ سردي يتخلّله الحوار للكاتبة اللبنانية: ” إيميلي نصر الله “، استمدّ من المجموعة القصصيّة: ” أسود و أبيض ” و يندرج ضمن محور: الأطفال في العالم

موضوع النص:
يتحدّث النّصّ عن طفل لبنانيّ نزح إلى بيروت بحثا عن عمل يُعيل به عائلته الفقيرة

تقسيم النص:
المقاطع
يمكن تقسيم النّصّ إلى مقطعين حسب معيار الزّمن
⇦ من البداية ← الرّيف البعيد: بعد السّفر
⇦ البقيّة: قبل السّفر

المقطع الأول: بعد السّفر
أذكُرُ / يدي / أنا: ضمير المتكلّم المفرد
تماما: حال
تلك اللّحظة: مركّب بدلي: مفعول به
السّارد في هذا النّصّ هو:سارد شخصيّة
يضطلع بوظيفتين: سرد الأحداث + المشاركة فيها
⇐ السّرد ذاتيّ: يعتمد على مَلَكَة الذّاكرة
← الذّاكرة تخضع لثنائيّة: التذكّر + النّسيان
التذكّر: هو ما يُحدّد عمل ذاكرة السّارد ( القرينة الدّالة على ذلك: ” أذكر تماما ” )
⇐ إنّ احتفاظ ذاكرة السّارد بهذه الوقائع التّي حدثت له في طفولته يؤكّد أهمّيتها و تأثيرها في حياته
وقائع لا يمكن أن يُغيّبها الزّمن / تبقى راسخة في الذّهن
إنّ انتظام هذه الوقائع في النّصّ لا يخضع لمبدإ التعاقب
⇐ السّرد غير خطيّ في هذا النّصّ: لا يخضع لمنطق الزّمن
يبدأ النّصّ بالأحداث التّي دارت بعد السّفر و يعود في المقطع الثّاني إلى الأحداث التّي عايشها السّارد قبل السّفر
أحداث المقطع الأوّل ( بعد السّفر ) تبدو أيضا متداخلة و غير مرتّبة
يُمكن إعادة ترتيب هذه الأحداث وفق تسلسلها الزّمني إلى:
⇦ الوصول إلى بيروت
⇦ البحث عن عمل في ورش البناء
⇦ الفشل: عوامل موضوعيّة أدّت إليه ( عمر الشخصيّة لا يؤهّله للاشتغال في هذا النّوع من الأعمال الشاقّة )
⇦ البحث عن عمل آخر
⇦ التعرّف إلى ذاك ” المعلّم ” و الاشتغال في دكّانه
← المدّة الزمنيّة التّي دارت فيها هذه الأحداث: أسبوع كامل
اللّحظة التّي بدأ فيها عمل الذّاكرة: لحظة نجاح / ظفر ( هو نجاح جزئي )
لحظة حاسمة: مركّب نعتي
التّركيز الدّقيق: مركّب نعتي
مادّة خطرة: مركّب نعتي
تستدعي: تفترض
← هذا العمل الذّي انتهى إليه السّارد ⇦ الطّفل يبدو أنّه لا يتناسب مع سنّه
عمل يتطلّب:
(الدقّة و التّركيز و الانتباه)
⇐ تحمّل الصّبيّ مسؤوليّات أكبر ممّا تسمح به سنّه
الرّفاق الذّين سبقوني…: منعوت
ليجدوا أعمالا: مركّب بالجرّ: مفعول لأجله
في ورش البناء: مركّب بالجرّ: مفعول فيه للمكان
⇐ هذه المأساة ليست مأساة فرديّة و لكنّها أصبحت ظاهرة اجتماعيّة في لبنان

المقطع الثّاني: قبل السّفر
أبي: فاعل
و هو يودّعني: مركّب بواو الحال: حال
الطّاعة و الوداعة و الأمانة: مركّب عطفي: مبتدأ
يا بُنيّ: نداء ( يا ⇦ نداء للقريب )
امض: أمر
الله معك: دعاء
حين ودّعني: مركّب إضافي: مفعول فيه للزّمن
عند المحطّة: مركّب إضافي: مفعول فيه للمكان

: مضمون الوصيّة:
ضرورة التحلّي بالقيم النّبيلة و الأخلاق الحميدة
قيمٌ تسمُ الفرد و تُحدّد علاقته بالمجتمع ⇦⇦⇦ طّاعة + الوداعة + الأمانة
ركّز الأب على: الجانب القيمي و السّلوكي
⇐ القيم النّبيلة هي طريق الظّفر و النّجاح

: صفات الأب:
⇦ من خلال أقواله: الحكمة + التّجربة
⇦ من خلال أفعاله: الحنان + العطف
⇦ من خلال أحواله: البأس + التّصميم
لكنّ: ناسخ حرفي يفيد الاستدراك
جائر ⇦ ظالم
كشف هذا المقطع عن السّبب المباشر لسفر السّارد و بحثه عن عمل: ” الفقر “
الفقر ⇦ نقص حال دون تحقيق الشخصيّة لمشروعها الأوّلي ( إكمال دراسته )
← الفقر أدّى إلى انهيار مشروع و ظهور مشروع جديد
⇐ تظافرت عدّة عوامل أثّرت في مسار هذا المشروع الجديد:

العوامل المعرقلة:
⇦ العمر
⇦ البعد عن العائلة
⇦ الغربة

العوامل المساعدة:
⇦ دافع ذاتي: الرّغبة في تحسين الظروف الماديّة السيّئة للعائلة
⇦ وصيّة الأب: دور الأسرة في نحت شخصيّة السّارد
⇦ دور المعلّم و المعلّمة ( المدرسة ) في تكوين شخصيّة السّارد
⇐ العوامل المساعدة > العوامل المعرقلة
⇐ حقّقت الشخصيّة مشروعها بفضل انتصار العوامل المساعدة على العوامل المعرقلة
⇐ هذا النّجاح كان جزئيّا: الحصول على عمل كان على حساب طفولة السّارد
⇐ هذا النّجاح الجزئي أدّى إلى سلب الشخصيّة طفولتها
⇐ سلبها حقوق الطّفل ( الدّراسة + اللّعب… )