إصلاح موضوع إنشائي حجاجي محور التراسل لغة عربية تاسعة اساسي الموضوع التحرير الخاتمة الحجج التاريخ المكان الصدر الابتداء المتن التوقيع الاصلاح
إصلاح موضوع إنشائي حجاجي محور التراسل لغة عربية تاسعة اساسي
إنجاز موضوع إنشائي حجاجي … المحور : التراسل .. المستوى : السنة التاسعة من التعليم الأساسي
: الموضوع
“بلغك أنّ صديقك قد انساق إلى عادة التّدخين باحثا من خلالها عن حلّ لمشاكله الاجتماعيّة و أزماته النّفسيّة فكتبت إليه رسالة بيّنت له من خلالها سلبيّة التّدخين و خطورة أثره على الفرد و المجموعة” اُنقل الرّسالة مركّزا على الحجج الّتي اعتمدتها في إقناعه.
أقسام التّحرير
التّاريخ و المكان
يستحسن أن يكون التّاريخ دالاّ متوافقا مع موضوع الرّسالة ليسهم في خدمة مقصدها الحجاجيّ.
الصّدر
يستحسن ربط عبارات التّحيّة بجمل وصفيّة تحيل على سمات طرفيْ التّراسل من حيث علاقة كليهما بموضوع الرّسالة ليخدم هذا القسم الخطّة الحجاجيّة.
الابتداء
تكمن قيمة هذا القسم في بيان علاقة المرسل بالمرسل إليه و الغاية من كتابة الرّسالة و الإحالة على حدث قادح للتّراسل أو على رسالة الابتداء أو على سلسلة من الرّسائل سبقت الرّسالة الحاليّة . (تستحسن استفادة التّلميذ من مطالعاته داخل الكتاب المدرسيّ و خارجه في قسميْ الصّدر و الابتداء خاصّة .. و قد استفدنا هنا من نصّ “مسؤوليّة الشّباب” في الكتاب المدرسيّ ضمن محور “التّراسل”).
ü يمثّل القسم الحجاجيّ المباشر حيث يكمن ثقل الرّسالة و تقوم مركزيّتها الإقناعيّة ضمن فقرات حجاجيّة متكاملة ..
الـمتـن
تنفتح كلّ فقرة حجاجيّة على جملة تحيل على موقف المرسل إليه أو سلوك صدر عنه أو كلام كتبه في رسالته السّابقة مقترنا بلمحة من حججه و دوافعه في اتّخاذ موقفه ثمّ نمرّ إلى موقف المرسل في رسالته الجديدة حيث بقيّة الفقرة الحجاجيّة و مركز ثقلها .. و تكون هذه العبارات من قبيل :
“عبتني أنّي …. و الحقيقة أنّي ..”
“ذهب في حسبانك أنّ … في حين أنّي ..”
“توهّمت أنّ … و لكنّني ….”
يصحّ على الفقرة الحجاجيّة في الرّسالة ما يصحّ عليها خارجها في الموضوع الحواريّ الحجاجيّ لتتكوّن من :
أ- الأطروحة
ب- تفسير الأطروحة
ت- دعمها بحجّة
ث- الانفتاح على أمثلة
ج- الختم باستنتاج
نترك بين كلّ قسم و آخر من أقسام الرّسالة فراغا .
نخصّ كلّ فكرة فرعيّة تتعلّق بالأطروحة المدعومة المركزيّة بفقرة مستقلّة .
نعمل على تنويع الحجج داخل الفقرة الواحدة أو نخصّ كلّ فقرة بنوع خاصّ من الحجج .
الـخـاتـمـة
استنتاج خاصّ يحمل النّتائج الأخير الّتي يرى المرسل ضمن خطّته الحجاجيّة أنّها أهمّ ما يجب أن يبقى في ذهن المرسل إليه.مذكّرا بسمات المخاطب الّتي وردت في قسم الابتداء.
الـتّـوقــيـــــــع
يستحسن أن يكون وصفيّا في إحالته على سمات كلّ من المرسل و المرسل إليه في علاقة كلّ منهما بموضوع الرّسالة.
: التـــــحــــــــــــــــريــــــــــــــــــــــــــــر
: التاريخ تونس 05 جويلية 2023
من شابّ آمن بأنّ العقل السّليم في الجسم السّليم إلى صديق عهدته حريصا على صحّته متفانيا في صونها.. وقاك الله شرّ الأسقام و منع عنك ضروب الآلام و حفظك من كلّ سوء و أسبل عليك رداء العافية و أبقاك حريصا على سلامة جسمك من كلّ علّة.
و بعد قد لا تجدني يا صديقي في بداية خطابي هذا كما تعوّدت منّي رفيقا متفائلا منشرح الصّدر مبتهج النّفس مرتاح الفؤاد .. و كم كان بودّي أن تسبق نسائم الفرح و عبير العطر ريشة قلمي قبل أن يسترسل معك في الحديث غير أنّ ما بلغني من أمر انسياقك إلى عادة التّدخين و وقوعك في فخّ السّجائر يفرض على اليراع أن يستقي مداده من نبع ماء آسن و يجعل فكري يمرّ بحالة اضطراب و قلبي أسير اكتئاب لما آلت إليه أحوالك بعد ما بلغني من خبر انسياقك إلى عادة التّدخين طالبا من خلاله حلاّ لمشاكلك و مخرجا من أزماتك فتخيّرت تاريخ اليوم الحادي و الثّلاثين من شهر ماي الّذي يوافق اليوم العالميّ دون تدخين لأكتب إليك عساك تنقطع عن هذه البليّة القاتلة.
زعمت أنّ التّدخين يخفّف عنك ضغوط الحياة و يفتح أمامك أبواب الأمل بعد أن تركك الجميع و قد ادّعيت أنّك لا تجد في البيت الفهم الصّحيح لمشاعرك و حاجاتك فلجأت إلى هذا الحلّ لتتدارك به ما فاتك و لكن يؤسفني أن أخبرك يا صديقي بأنّك تُدخل إلى جوفك مع كلّ سيجارة سحابة من الغازات السّامّة الّتي تشمل على الأقلّ ثلاثمائة مادّة كيميائيّة أهمّها النّيكوتين و هو سمّ زعاف يسبّب الإدمان. و يكفي سبعون مليغراما منه للانتحار كما يسبّب التّدخين تكثّف القار على شكل طبقة سميكة تتجمّع داخل الرّئة فتبطّن المسالك الهوائيّة و ينتج ما مقداره سبعون و مائة غرام من القار سنويّا من جرّاء تدخين خمس و عشرين سيجارة في اليوم و هذا ما يعرّض المدخّنين أكثر من غيرهم إلى أمراض القلب و الموت .. هذا ما قرأته يا صديقي في المجلّة العلميّة العالميّة الشّهيرة “العلوم و الحياة” ..
صديقي الغافل عن الحقيقة إن كنت لا تبالي بما ينبّه إليه العلم من خطر التّدخين فكيف تتجاهل تعاليم ديننا الإسلاميّ الحنيف .. ألم يقل الله تعالى في الآية الخامسة و التّسعين و المائة من سورة البقرة:”و أنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة و أحسنوا إنّ الله يحبّ المحسنين ” فكيف تلقي بنفسك إلى هلاك محقّق أكّده العلم بما لا يدع مجالا للشكّ ..!؟ كما قال جلّ جلاله في الآية التّاسعة و العشرين من سورة النّساء : “و لا تقتلوا أنفسكم إنّ الله كان بكم رحيما” .. فكيف تخالف أوامر الله و ترضى بقتل نفسك ..!؟
عندما بلغني يا صديقي ما طرأ على سلوكك من تغيير مشين حاولت أن أستجلي أسباب ذلك فقيل لي إنّك تدخّن من أجل إثبات الذّات و التحدّي و التّمرّد بعد أن كان في بداية الأمر فضولا و حبّ تجربة و نتيجة للفراغ و لقلّة وسائل التّرفيه و الهروب من الواقع غير أنّك غفلت عن حقائق ثابتة ترتبط بهذه الآفة فقد أوضحت دراسة علميّة قرأتها مؤّخرا أنّ التّدخين يتسبّب في التّعجيل بالشّيخوخة و الوفاة قبل الأوان بعشرة أعوام بل إنّ الشّيخوخة المبكّرة تظهر في هذه الحالة في سنّ العشرين و تتنوّع مظاهرها من شعر أبيض و ترقّق الجلد و الإصابة بالسكّريّ و تصلّب الشّرايين و ضعف العظام و غالبا ما تكون الوفاة في سنّ الأربعين أو الخمسين نتيجة أمراض القلب أو السّرطان.و تتوقّع التّقارير العلميّة أنّه مع حلول سنة ثلاثين و ألفين سيصل عدد إصابات السّرطان إلى سبعة و عشرين مليونا منها سبعة عشر مليون حالة وفاة سنويّا.و تقول منظّمة الصحّة العالميّة إنّ التّدخين يقتل شخصا واحدا في العالم كلّ ستّ ثوان و نصف الثّانية و ذلك بسبب التّدخين المباشر أو التّدخين السّلبيّ عبر مرافقة المدخّنين ..
زعمت يا صديقي عندما لمتك أوّل مرّة على إلقائك بنفسك إلى التّهلكة أنّ النّيكوتين مادّة غير “مسرطنة” و لا تؤدّي حتما إلى الموت التّدخين لا يسبّب الموت المباشر إلاّ بالإكثار منه و
التزامه مدّة طويلة و أنّ بعض النّاس دخّنوا لمدّة طويلة من حياتهم و لم تظهر عليهم أعراض المرض و لا علامات الخطر و الحقيقة أنّك غفلت عن حقيقة هذا السمّ الزّعاف فقد توصّل فريق علميّ أمريكيّ إلى إثبات الدّليل العلميّ على “سرطانيّة” مادّة النّيكوتين الّتي كانت تعدّ – كما زعمت ذلك – إلى حدّ الأمس القريب مادّة غير مسرطنة رغم أنّ الاعتقاد السّائد كان يرجّح ذلك دون القطع به و قد كشف هذا الفريق العلميّ أنّ الجسم البشريّ يحتوي على مستقبلات للنّيكوتين توجد في الخلايا الرّئويّة المسرطنة و هي تعدّ المفتاح الّذي يستخدمه النّيكوتين للتّسريع في عمليّة نموّ السّرطان و بذلك بات النّيكوتين يُصنّف على أنّه مادّة مسرطنة و هو الأوّل من نوعه الّذي يتمّ تصنيفه على هذه الشّاكلة.و هكذا فلا شكّ اليوم في خطورة التّدخين و ارتباطه المباشر بالموت خاصّة بعد أن كشف باحثون في الولايات المتّحدة الأمريكيّة أنّ كلّ سيجارة يدخّنها المرء يمكن أن تزيد من مخاطر إصابته بالسّكتة القلبيّة فمن الحقائق المعروفة أنّ التّدخين المتواصل يفاقم أمراض القلب على المدى البعيد لكنّ الجديد في الأمر هو أنّ الباحثين اكتشفوا الآن أن مخاطر التّدخين تمتدّ على المدى القريب أيضا و تتمثّل في زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب و السّبب في ذلك يعود إلى أنّ لكلّ سيجارة تأثيرا على نظام عمل القلب فالتّدخين كلعبة القمار كلّما تماديت فيه لحقتك منه أضرار أكبر
عبتني يا صديقي على مبالغتي و ادّعيت أنّ الخطر النّاتج عن التّدخين لا يمكن أن يهدّد المدخّن إلاّ في شيخوخته و لا يمكن أن يهدّد شبابه و الحقيقة أنّ الدّراسات العلميّة قد أكّدت وجود ارتباط وثيق بين التّدخين و زيادة نسبة حدوث الذّبحات القلبيّة لدى الشّباب في الثّلاثين من العمر و ليس فقط لدى الكباركما كان يـُعتقد سابقا فقد أظهرت دراسة علميّة أنّ المدخّنين في العمر ما بين خمس و ثلاثين سنة و تسع و ثلاثين سنة تكون نسبة تعرّضهم إلى الذّبحات القلبيّة أكثر بخمس مرّات من غير المدخّنين بنفس الفئة العمريّة.
ذهب في ظنّك يا صديقي أنّ التّدخين أمر خاصّ بالمدخّن لا يتعدّاه إلى غيره و يضرّ بسواه و أنّ شرط ضرره هو تعاطيه مباشرة و لكنّك في الحقيقة تائه عن سبيل صلاحك فقد أشارت دراسة علميّة أمريكيّة استغرقت خمسة عشر عاما و شارك فيها اثنان و سبعون و خمسمائة و أربعة آلاف شخص إلى أنّ التّدخين السّلبيّ يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكّريّ و أشارت الدّراسة الطبيّة الّتي نشرت في المجلّة العلميّة البريطانيّة أنّ السّموم المصاحبة لدخان السّجائر يمكن أن تؤثّر على “البنكرياس” الّذي ينتج الأنسولين المسؤول عن تنظيم السكّر في الدمّ و هكذا فإنّ المدخّنين السّلبيّين معرّضون إلى سموم تماثل تلك الّتي يتعرّض إليها المدخّنون أنفسهم لكنّ بعض الموادّ السّامّة تكون أكثر تركيزا في الدّخان السّلبيّ.
: الخــــــــــــــــــــاتمة
صديقي الغافل عن صلاحه .. ما أردت بما قلت غير تقويم خللك و إصلاح فساد محقّق أراك تمضي إليه دون وعي .. خاصّة و قد أكّد العلم اليوم خطورة التّدخين و ارتباطه بالانتحار و قد نهى ديننا الاسلاميّ عن الإلقاء بالنّفس إلى الهلاك .. أعانك الله على تجاوز هذه المحنة و هداك إلى أقوم سبيل و أسلم نهج و جعل منهج صون الصحّة و الحفاظ عليها هدفك الأسمى و مبتغاك الأرفع ..
: التـــــــــــــــــــوقيع
و السّلام .. من صديق رأى في الصّداقة معاني النّصيحة و الحرص على مصلحة الصّديق لصدّه عن طريق التّهلكة.
: ملاحظة
يمكن أن يرد الموضوع الإنشائيّ الخاصّ بمحور “التّراسل” على أشكال تتنوّع باختلاف المطلوب :
أ- “بلغك أنّ صديقك قد انساق إلى عادة التّدخين باحثا من خلالها عن حلّ لمشاكله الاجتماعيّة و أزماته النّفسيّة فكتبت إليه رسالة بيّنت له من خلالها سلبيّة التّدخين و خطورة أثره على الفرد و المجموعة”
اُنقل الرّسالة مركّزا على الحجج الّتي اعتمدتها في إقناعه
المطلوب في هذه الحالة هو مجرّد نقل الرّسالة بأركانها المعروفة . أي دون مقدّمة سرديّة و دون خاتمة مستقلّة سرديّة تصوّر مآل الحجاج القائم في حدث التّراسل.
ب- “بلغك أنّ صديقك قد انساق إلى عادة التّدخين باحثا من خلالها عن حلّ لمشاكله الاجتماعيّة و أزماته النّفسيّة فكتبت إليه رسالة بيّنت له من خلالها سلبيّة التّدخين و خطورة أثره على الفرد و المجموعة”
اسرد ما حدث ناقلا الرّسالة و مركّزا على الحجج الّتي اعتمدتها في إقناعه
المطلوب في هذه الحالة هو التّأطير السّرديّ لنصّ الرّسالة بمقدّمة يمكن أن ننهيها بعبارة “فكتبت إليه رسالة في ما يلي نصّها” .. و بعد إنهاء الرّسالة نقفل التّحرير بخاتمة تصوّر مآل الحجاج القائم في حدث التّراسل و ما طرأ على موقف المرسل إليه من تغيير.
ت- يمكن أن نتعرّض في محور “التّراسل” إلى مواضيع من النّوع التّالي : ” كنت تكتب رسالة إلى أحد أصدقائك فاستغرب شقيقك عملك معتبرا إيّاه متخلّفا و لا جدوى منه في عصر التّطوّر التّكنولوجيّ و وسائل الاتّصال الحديثة فساءك موقفه و حاولت ان تبيّن له أهمّية التّراسل في حياتنا الاجتماعيّة و العمليّة اليوم.”
انقل الحوار الّذي دار بينكما مبيّنا الحجج الّتي اعتمدها كلّ منكما في إقناع الآخر.
هذا النّوع الثّالث يمثّل موضوعا حواريّا حجاجيّا كلاسيكيّا يتطلّب تأطيرا سرديّا على غرار المواضيع الّتي تدرّب عليها المتعلّم طيلة السّنة الدّراسيّة.