شرح نص سمعته يغني – محور المدينة والريف – ثامنة اساسي

شرح نص سمعته يغني – محور المدينة والريف ثامنة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب ميخائيل نعيمة يندرج هذا النص ضمن المحور الاول من كتاب النصوص نزهة القراءة لغة عربية – 8 أساسي – تعليم تونس

شرح نص سمعته يغني – محور المدينة والريف ثامنة اساسي للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة

:نص سمعته يغني
:النص
عاد أبي إلى الشخروب وصخوره و أشواكه، وإلى ظلاله الحالمة في حصن صنين، وهمهُ الأكبرُ أنْ يَجْنِي مِن تلك البقعة الصغيرة بحجمها، السخية بمفاتنها، الشحيحة بخيراتها ما يقوم به أَودَ عائلته، ويصون ماءَ و وجهه فلا يبذله لأحد من الناس… وكانت هِمَتُهُ ،كبيرة، إلا أنه كان وحده، واليد الواحدة لا تصفق ، وأولاده الثلاثة ما يزالون قاصرين عن العمل، فأكبرهم في الحادية عشرة منْ عُمُرِهِ . وَمِنْ ثَمَّ فوالدتي لم تكن تَسْمَحْ لَأَيَّ مِنَّا مُعَادَرَةِ المدرَسَةِ قَبْلَ ابتداء العطلة الصيفية : لست أريد لأولادنا أَنْ يَرِثُوا المهنة التي ورثتها عن والدك، وأن يكون حظهم من دُنياهُمْ عَاشِرًا كَحظك ! ، هكذا كانت تقول لوالدي على مسمع منا، إلا أننا ما إن شعرنا بقدرتنا على معالجة المعول والمنجل حتى رحنا نساعد الوالِدَ في الصيف بقدر ما كانت تَتَحملُهُ عَصْلاتُنا الفتية. فنحصِدُ معه القمح، ونحمله إلى البيدر، وندرسه ، وتَنْقُلُهُ على ظهرٍ حِمارَتِنَا إلى البَيْتِ في الضيعة، وعند الزرع في أوائل الخريف نأخُذُ مَعَاوِلَنَا وَنَطْمِرُ البَدَارَ خَلْفَ الوَالِدِ إِذْ هو يَشقُ الأَرْضَ بالمحراث.
لقد كان لي شَيءٌ من السحر في منظر والدي و هو يملأُ كفَّهُ بدَارًا، ثم يأخُذُ ينثر البذار ذات اليمين وذات اليسار، وعيناه إلى الأرض تتفقدانِ توزيعه على سطحها، ورجلاه تتحركان ببطء، ووَجْهُهُ وجه العابدِ يُتمَّمُ أَقْدَسَ فَرضَ مِنْ فروضه . ولا عجب فكل حبة قمح تنطلق من بين أصابعه الطويلَةِ كانت تُمثلُ جانبًا من أمله في الحياة لنفسه وللذين بقاؤهُمْ كَان أمانةٌ فِي عُنُقِهِ. وكان يعلم أن بعض تلك الحباتِ سيكون من نصيب النمل والفأر والطير، وبعضها سيسقط على الصخر فلا ينبت، وبعضها سيخنقه الشوك. ولكنَّهُ كَان يَعلَمُ كَذلِكَ أَنَّهُ، إذا لم تُجَافِهِ السَّماء، فسيعود إليه بذاره خمسة أضعاف في الأقل، ولَكُمْ كان يُردِّدُ : لو لم يكن اللهُ يُحِبُّ الفَلاحَ مَحَبَّةٌ خالِصَةً لَمَا جَعَلَ هَذهِ الكثرَةَ مِنْ مخلوقاتِهِ
عالة عليه .
وكان والدي يَصْعَدُ مع بقَراتِهِ إلى الشخروب في أوائل الربيع بَعْدَ ذَوَبانِ الثّلج وحالما تصبح الأرض صالحة للحرْثِ ، ويَبْقَى هناك وحدَهُ شِبة ناسك، إلى أن تنضم إليه بقية العائلةِ عِنْدَ انتهاء السنة الدراسية، وكُنَّا نُوافِيهِ كلَّ يوم أو يومين
بالزادِ الضروري. وذات أحَدٍ مِنْ أَحَادِ الربيع كانَ مِنْ نَصيبي أنْ أحْمِلَ الزَّادَ لِوالِدي، فوجدتُهُ
يرْعَى بقراته على حافَةِ الوادي، وسَمِعْتُهُ يُغَنّي..
ميخائيل نعيمة: سبعون ج 1
دار نوفل للنشر ص / ص 63-65

التقديم:
نص وصفي يتلله السرد لميخائيل نعيمة تحت عنوان ” سمعته يغني ” يندرج ضمن محور المدينة والريف للسنة الثامنة من التعليم الاعدادي تونس هذا النص للكاتب ميخايل نعيمة : (1889 / 1988) أديب لبناني ولد بقرية بسكتنا، ويُعد من أبرز أدباء المهجر، درس بروسيا ثم بأمريكا التي أستقر بها ردحا من الزمن، ولما عاد إلى وطنه سنة 1932. آثر العيش في أحضان الطبيعة فلقب بناسك الشخروب. له مؤلفات متنوعة في القصة والرواية والسيرة الذاتية، منها : أكابر، الآباء والبنون، البيادر ، سبعون… وغيرها..

الموضوع:
حياة والد الكاتب في خدمة الأرض ومساهمة الأولاد في العمل. يصف السارد كفاح والده و هو يعمل ليجلب قوت العيش و شدة اعجابه به و بارادته القوية مبرزا ما تمتاز به شخصيته من تفان في العمل

التقسيم:
الفقرة الاولى: الإرادة القوية للأب.
الفقرة الثانية: نقل لمراحل عمل الأب.
الفقرة الثالثة: زيارة الابن لوالده.
الوحدات : حسب معيار المضمون
1- من سطر1 الى س13طر : وصف افراد الاسرة + وصف عمل الاب و كيفية مساعدته
2- من سطر14 الى سطر23 : وصف الاب اثناء عمله
3- البقية : طبيعة عمل الاب كل سنة و كيفية التاقلم معه

: الشرح التحليل الاجابة عن الاسئلة
2 – لا يمكن للإنسان أن يعيش دون إرادة، فالإرادة هي التي تحدد أهمية الإنسان في الحياة بل وتساعده على مجابهة مختلف دروب ومستنقعات الحياة. وبناء عليه فإن إرادة الأب التي وردت في الوحدة الأولى من النص، أو الفقرة الأولى كانت إرادة قوية لا يعزعزها معرقل أو معوقات، فهو يسعى وراء تحقيق لقمة العيش الكريمة لأطفاله وإعالة بيته دون اللجوء إلى ما يحط من قيمة الانسان.

3 – انبنت الوحدة الاولى على وصف كل فرد من افراد العائلة. فنجد الاب الكادح العامل اليومي، الفلاح البسيط، فيما نجد الأم التي تسعى وراء ابناءها كي يتعلموا ويجتهدوا وكي لا يرثوا مهنة اببيهم الشاقة، فيما نجد الأبناء الذين يدرسون ويعملون في الصيف إلى جانب أبيهم، ولعل هذه الصورة هي صورة حقيقية لعائلة رغم اختلافها وبساطتها فإن كل فرد من أفرادها يسعى وراء تحقيق الأفضل للعائلة.

4 – أثناء وصف الكاتب لآباه وهو بصدد العمل، ناحظ أن هذا الوصف متقرن بل مضمّن لإعجاب به، ولعل ما يؤكد ذلك قول الكاتب: »لقد كان لي شيء من الحر في منظر والدي وهو يملأ كفه بذارا »…

5 – ان الصفات الباطنية التي فضحها الكاتب في شخصية أبيه هي في أساس صفات الفلاح العامل، من هذه الصفات، القناعة وحب العمل بل وإدراك معنى العمل ومقاصده وكل ما يترتب عن العمل، كما أنه وفي هذا النص، يظهر الأب كأنه مسؤول عن كل ما يقوم به بل ويدرسه.