شرح نص بين الشرق والغرب – محور التراسل – تاسعة اساسي

شرح نص بين الشرق والغرب – محور التراسل تاسعة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب توفيق الحكيم يندرج هذا النص ضمن المحور الخامس من كتاب النصوص أنوار لغة عربية – 9 أساسي – تعليم تونس

شرح نص بين الشرق والغرب – محور التراسل تاسعة اساسي للكاتب والاديب المصري توفيق الحكيم

:نص بين الشرق والغرب
أتهياً
في نهاية القرن التاسع عشر، أكد الشاعر الانجليزي روديارد كيبلنغ أن الشرق شرق
والغرب غرب ولن يلتقيا. وفي نهاية القرن العشرين أنذر المفكر الأمريكي صاموابيل هنتونجتون بتصادم الحضارات حتمًا فَهَلْ يَفْتح لنا التعارف المباشر بين الشعوب عبر التراسل أفقا آخَرَ يُبَشِّرُ بالأمل والحب والتعاون ؟ هذه مسألة لا بُدَّ مِنْ أن نفكر جميعًا فيها.

:النص
الاسكندرية في … عزيزي اندريه
قلت آسِفًا إِنَّكَ بدأت تشعر بالوحدة الرُّوحِيَّةِ تَنْسُجُ أَبْرَادَها حولك، وهذا ما لا أ ا مَا لا أُوَافِقُكَ عَلَيْهِ، أَو لَسْتُ مُنْصِلا بك دائما ؟ بِمَاذَا تُفَسِّرُ كِتَابَتِي الْمُسْتَمِرَّةَ إِلَيْكَ؟ تَقُولُ إِنَّهُ كَانَ ينبغي – في لوح قدرك أن يأتي فتى من الشرق ليُسبغ بِخَيالِهِ رِدَاءَ الأحلام عَلَى عَالَم الواقع الَّذِي كُنْتَ تَعِيش فيه. أنا أَيْضًا كَان يَنْبَغِي لي أن أرى جمال الواقع الناصع في جوار عقلك الأوروبي الْمُسْتَقِيم إِنَّ هَرةَ التَّصَادم بين الشرق والغربِ، هِي وَحدَهَا الَّتِي تفتح الأعين المغلقة في الشرق والغرب. إن في تلاقِينَا لَمَعْنَى أَوْسَعَ مِنْ كُلِّ مَعْنَى شَخْصِي أَو فَرْدِي.. إن فيه القوة والرمز ما من مرة احتَكَ فِيهَا الشَّرْقُ بِالْغَرْب إلا وخرج مِن احْتِكَاكِهِما ضَوء أثار العالم، وما مِنْ مَرَّةٍ تلاقى فيهَا وَجَهُ الشرق بوجهِ الْغَرْب ونظر أحدهما في عين الآخر إلا وأبْصَر جَمَالَ نَفْسِهِ، كأنَّهُ يَنْظُرُ فِي الْمِرْأَةِ أَلَيْسَ مِنَ العجب يا أندريه أَنَّكَ لَمْ تُعْجِبْ بِكُلِّ مَا عِنْدَكُمْ مِنْ آثَارِ الْفَنِّ وَالْمُوسِيقَى إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَوَطَّدَتْ بَيْنَنَا الصَّلَةُ ؟ لَنْ أَنْسَى سُخْرِيتك بي وبخيالي وميولي فِي أَوَّل عَهْدِ تلاقينا. لَقَدْ جَعَلْت تهدم كل الأسس التي بنييْتُ عَلَيْها حياتي. لقد جعلت تجردُ صَدِيقَكَ الشَّرْقِي مِنْ كُلِّ صِفَةٍ طَيِّبَةٍ، حَتَّى صفة الفنان التي كان الْمِسْكِينُ يَعْتَزُ بِهَا وَقْتَذَاكَ عَلَى نَحْوِ مُضْحِكَ، لايسًا لَهَا لَبُوسَهَا مِنْ مِعْطَفِ أَسْوَدَ وَقَبْعَةٍ عَرِيضةٍ سَوْداءَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُ أَمَلَا وَاحِدًا يَعِيش به. وبعد أن هدمته بلا رَحْمَةٍ قُلْتَ لَهُ ذَاتَ مَرَّةٍ وَالآنَ اذْهَبْ وَأَلْقِ بِنَفْسِكَ في نهر السين”، إذ لا قيمة لمثلك ولا فائدة ترجى مِنْهُ فِي الْحَيَاةِ : أَلَا تَذْكُرُ ۚ وَمَعَ ذَلِكَ شَيْءٌ عَجِيبٌ: لَمْ يُؤثر في نفْسِي كثيرا هذا الكلام، وابتسمتُ لَهُ وَرَدَدْتُ عَلَيْهِ رَدًّا لَطِيفًا أُقركَ بِهِ بَعْضَ الشَّيْء. ألا تذكر؟ ذلك أني في ذلك الوقتِ كُنْتَ أُدْرِكَ أَنَّكَ لَمْ تَفْهُمْ بَعْدُ رُوحَ الشَّرْقِ ثُمَّ شَيْءٌ آخَرُ : هُوَ أَنِّي ذلك الوقت كُنْتُ أَقَابلَ الْمَأْسُوفَ عَلَيْهِ إِيفان، ذَلِكَ الرُّوسِيُّ الَّذِي كَان يَدْعَمُ إِيمَاني بنَفْسِي وبالشرق كلما نالَتْ مِنِّي بَعْضُ كَلِمَاتِكَ. وَلَكِنِّي عُدْتُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الشرق، عُدْتُ إلى مصر يا أندريه فَأَصَابَنِي بَادِي الْأَمْرِ ذُهُولُ، ذُهَول عَنْكَ وَعَنْ كُلِّ شَيْءٍ، كَمَنْ وقع من السحاب حقيقة. ثم أخَذْتُ أَتَصَفْحُ الوجوه وَالأشْيَاء حولي يالَهَا مِنْ حَقِيقَةِ مُؤلِمَةٍ رَأَيْتُ نفسي في شبه عالَم نَائِمِ لَقَدْ شَعَرْتُ بِمَا قَدْ يَشْعُرُ

بِهِ مَنْ يهبط سطح القمر الأجرد المعتم أنت أيضا نقلت إلي داءك يا أندريه فَجَعَلْتَنِي أَبْصِرُ الوَاقِعِ الْمُؤْلِم بعين الواقع. لَقَدْ عِشْتُ بِضْعَةٌ شُهُورٍ بِغَيْرِ نَفْسٍ وَلا إدْرَاكِ، أحاول فهم السُّخَفَاءِ وَالْجَهَلَاءِ وَ أَتَمَنَّى لَو أستطيع أن أسر بعشرتهم و أن أصغي إلى أحاديثهم إلى أن وصلني منكَ خِطَابٌ ذَاتَ يَوْمٍ تُؤْذِّبُنِي فِيهِ عَلَى هَذَا الْخُمول فكان أثره في نفسي عميقًا لَقَدْ عَادَ إِلَيَّ الذَّكَاهُ وَالإِدْرَاكَ.
المؤلف : توفيق الحكيم
زهرة العمر (ص 64-62)

أتعرف إلى الكاتب
توفيق الحكيم (1315 هـ / 9 أكتوبر 1898م – 1407 هـ / 26 يوليو 1987)، ولد في الإسكندرية وتوفي في القاهرة. كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي إنتاجاته الفنية، بين اعتباره نجاحًا عظيمًا تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى، الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب توفيق الحكيم وفكره على أجيال متعاقبة من الأدباء، وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثًا هامًا في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بدايةً لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير لتوفيق الحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالمًا من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي

: أستعد
1 بين أقسام النَّص بالاعتماد على معيار الضمائر. 2 استخرج العبارات الدالة على الانبهار بالغرب .
3 ما القرائن الدالة على العلاقة الحميمة بين طرفي الخطاب؟
4 استخلص من الاستفهامين الواردين في مفتتح الرسالة بعض مزايا التراسل الوجدانية.

أبني المعنى :
.. كيف كان الْمُرْسِلُ يَنْظُرُ إلى مجتمعه قَبْلَ التَّعَرُّفِ عَلَى أندريه وَبَعْدَهُ ؟ 2. كيف تطورت صورة “الآخر فِي ذِهْنِ كُلَّ مِنَ الْمُتَرَاسِلَيْن؟

  1. اسْتَنتِج من النَّص النتائج الإيجابية التي يمكن أن تحققها المراسلة والتعارف على مستوى الأفراد
    والمجتمعات.
    … فسر قول الكاتب “لقَدْ عَادَ إِلَى الذَّكَاء وَالأدْرَاكَ.

أبدي رأيي :
.. ألا تعتبر هذه الرسالة وسيلة للتواصل مع الذات قبل الانفتاح على الْمُرْسَلِ إِلَيْهِ ؟ أبرز مدى مساهمة الرسالة في إفساح مجال النقد الاجتماعي للكاتب. 3. تجاور الواقع والخيال في الرسالة فما أثر ذلك في تبيان فكرة الكاتب؟

أستثمر وأوظف :
داخل الصف: حرر رسالة إلى صديق أجنبي تعدل فيها نظرته المنتقصة للشرقيين عموما. خارج الصف: أعد دفترا تجمع فيه الطوابع البريدية، وتُصَنّفها . حسب عدة معايير البلد – تاريخ الإصدار

  • الموضوع …)

أستفيد :
فصل في صدور الرسائل
ونظرت أعزك الله – في صُدورِ الرَّسائل واستفتاحها فوجدتها تختلف فكانوا في الزمان الأول يَكْتُبُونَ في صدور رسائلهمْ أمَّا بَعْدُ، وَهُوَ فَضْلُ الْخِطَابِ وَكَانُوا أَيْضًا يَسْتَفْتِحُونَ رسائِلَهُمْ بِقَوْلِهِمْ: سَلامٌ عَلَيْكَ، إني أحمد الله إليكَ ثُمَّ تَفنَّنَ النَّاسُ بَعْد، وكثر التَّعَمقُ حَتَّى كتبوا ما شاكل قَوْلَ أَبِي الْعَلَاءِ أَسَلِّمُ عَلَى الحضرة العالية تسليم العاجز الْمُقَصِّرِ، كَمَا يَنْظُرُ السَّارِي الْمُدْلِجُ إلى فَرْقَدِ اللَّيْلِ وَقَدْ يَسْتَفْتِحُونَ رسائلهم بالمنظوم. وقد يستفتحون رسائلهم بقولهم “مرحبا وأهلا وسعَةً وَسَهْلَا كَقَوْلِ الصَّاحِب بن عباد في تهنئته ببنت أهلا وسهلا بعقيلة النساء، وأم الأبناء، وجالية الأصهار والأولاد والأطهار، وَالْمُبَشِّرَةِ بِإِخْوَةِ يَتَنَاسَقُونَ وَنُجَبَاءَ يَتَلاحَقُونَ».
أبو القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعي الأندلسي
إحكام صنعة الكلام – ص 67 – 72)
تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية

أتعهد لغتي :
حتى أموتُ وَفي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ حَتَّى (سيبَوَيْهِ)
1) إِنَّكَ ارْتَفَعْتَ حتى قمة الجبل.
(2) جَعَلْتَ تُجرد صديقك الشرقي من كُلِّ صِفَةِ طَيِّبَةٍ حَتَّى صِفَةِ الْفَنَّانِ
قال الجوهري: حتى فعلى، وهي حرف، تكون جارة بمنزلة إلى في الانْتِهَاء وَالْغَايَةِ، وَتَكُونَ عَاطِفَةً بمنزلة الواو، وقد تكون حرف ابتداء يستأنف بِهَا الْكَلامُ بَعْدَهَا. فَإِنْ أدْخَلْتَهَا عَلَى الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَل نَصَبَتْهُ بإضمار أن تَقُولُ : سِرْتُ إلى الكوفة حتَّى أدخلها، فإن كُنتَ في حال دُخُول رفعت.
ابن منظور / لِسَانُ الْعَرَب
ج 2 ص 562
إعداد و تصنيف: يوسف خياط