شرح نص أخذت غيباته تطول – محور الأسرة – سابعة اساسي

شرح نص أخذت غيباته تطول – محور الأسرة سابعة اساسي مع الاجابة عن الاسئلة للكاتب توفيق يوسف عوّاد يندرج هذا النص ضمن المحور الأول من كتاب النصوص الأنيس لغة عربية – 7 أساسي – تعليم تونس

شرح نص أخذت غيباته تطول – محور الأسرة سابعة اساسي للكاتب اللبناني توفيق يوسف عوّاد

:نص أخذت غيباته تطول
:النص
أخذت غيباته تطول
رَجَعَتِ الأمّ تُحَدّقُ في صُورَةِ زَوْجِها، و تستَعِيدُ في ذَاكِرَتِها حَيَاتَها المَاضِيةَ و كانتْ صُوَرُ تِلْكَ الحَياةِ تَتَوَالى أمامَ عَيْنَيْها وَاحِدَةً واحِدةً بوُضُوحٍ نادِرٍ.
عاشَتْ مع زَوْجِها سَنَتَيْنِ غَيْرَ كَامِلَتَيْنِ… هلْ كانتْ تَظنُّ أنّهُ سيَمُوتُ بهذهِ السّرعَةِ؟ صَفْقَةُ هَوَاءٍ ذَهبتْ به في أسبوعٍ، فانقَصَفَ انقِصافا… ليْتَهُ عاشَ لِيرى ابنَهُ… ماتَ قبْلَ أن يُولَدَ بِشهرٍ. و حينما رأى الصّغيرُ النّورَ، قالت: ” سيكُونُ اسمُهُ: ” أمينَ ” على اسم أبيه و قد أخذ ” أمين ” عن أبيه ملامِحَهُ و طِبَاعَهُ.
و قضَت الأرمَلَة السّنِينَ تبْكِي. جاءَ كَثِيرُونَ و خَطَبُوا يَدَها، فأعْرَضَتْ عازِمَة أن تقفَ نَفْسَها على وَحِيدِها… كانت تنظُرُ إلى الصّبيّ يكْبُرُ بينَ يَدَيْها، فيَنْتَعِشُ أمَلُها، و يَتحوّلُ عَزَاؤها إلى فَرَحٍ و زَهْوٍ عَظِيمَيْنِ. كانت تحْتَضِنهُ و تقولُ لهُ: ” أبُوكَ ماتَ و تَرَكَني لَكَ، فأنتَ ابني و أنتَ ربُّ البيتِ مَكَانَهُ. “
… و ها هُوَ قد تزوّجَ، و نزلَ بيْرُوتَ يتقلّدُ وظيفة، و أحسّتْ لدَى وَدَاعِهِ أنّهُ يَنْسَلِخُ عَن قلْبِها انسِلاخا لا رِدّةَ لَهُ. و لكنّهُ وَعَدَها مُؤكّدا أنّه سيَطْلُعُ إلى القريةِ و يَزُورُها كُلَّ سَبْت، و يَنْزِلُ إلى عَمَلِهِ صَبَاحَ الاثنَيْنِ. أوْفَى بِوَعْدِهِ سِتّةَ أشْهُرٍ دُونَ أن يُخْلِفَ مَرّةً، ثمّ أخَذَتْ غَيْباتُهُ تَطُولُ بأعذارٍ شتّى…
تذكّرتْ كيف ألَحَّ عَلَيْها، فذَهَبَتْ معهُ إلى بيرُوتَ و قامَتْ بزِيارَة أهْلِ الخطِيبَة، و كَيْفَ عادَتْ إلى البيتِ و لَبثَتْ حَزِينَةً، و كيف زَوّجَتهُ بعدئذ و حاوَلَت أن تسْكُنَ معهُ في المدِينَة، فقامَ خِلافٌ بينها و بين كِنّتِها… و كيف كانت تنتَظِرُ مِن ” أمين ” أن يَنْتَصِرَ لها و يُدَافِعَ عنها. ذهَبَ مع امرأتِهِ و تَرَكَ أمَّهُ تَقْبَعُ في غُرْفَتِها و تبكِي… و كيف قامَتْ في الصّباحِ، و صَعدَتْ إلى القريةِ أرْملةً شقِيّةً.
كانت الأمُّ تَمْضَغُ هذه الذّكرياتَ و هي تُحدّقُ في صُورةِ وَلَدِها. ثمّ نَقَلَتْ عَيْنَيْها إلى صُورةِ زوجِها و تأمّلَتْها مَلِيّا، فخُيّلَ إليها أنّ أجْفَانَهُ تتحرّكُ، و أنّ فَمَه ينفتِحُ، و أنّه يبتسِمُ لها، و يخرُجُ مِن الصّورةِ و يمشِي في البيتِ. اقشعَرَّ بَدَنُها و أدارتْ رأسَها كأنّها تُفتّشُ عنهُ عن يمِينِها، عن شِمالِها، و راءها… تنهّدتْ تنهّدا عميقا و قامتْ تُريدُ النّومَ…
توفيق يوسف عوّاد⇦ قميصُ الصّوف⇦ ص: 14⇦18 ( بتصرّف )

:تقديم النص
التقديم:
نصّ سردي يتخلّله الوصف للأديب اللبناني: توفيق يوسف عواد (1911-1989) الصحافة أديب لبناني ولد في “حرصاف بلبنان، درس بمدرسة اليسوعيين فكلية القديس يوسف ثم نال الاجازة في الحقوق من جامعة دمشق (1934). عمل في وأسهم في تأسيس جريدة (النهار) ثم رأس تحريرها، كما أسهم في بعض المجلات. نشر مجموعة من المؤلفات منها: (الصبي الأعرج) و(قميص الصوف) و(الرغيف) و(العذارى) و(قصص) و(السائح والترجمان) و(طواحين بيروت. وله ديوان شعر بعنوان (قوافل (الزمان .. يندرج هذا ضمن محور: الأسرة

الموضوع:
مأساة الأمّ بعد موت زوجها و تنكّر ابنها لها.

:تقسيم النص
المقاطع:
حسب معيار الزّمان
1- من رجعت ———- نادر: الحاضر
2- من عاشت – ——– شقيّة: الماضي
3- البقيّة: عودة إلى الحاضر

الشّرح
المقطع الأوّل: الحاضر
رجَعَت / تُحدّقُ / تستعيدُ: ضمير الغائب المفرد المؤنّث ( هي )
الرّاوي غير مشارك في نسيج النصّ، أي غير مشارك في الأحداث
الرّاوي مُنفصل عن الأحداث
الرّاوي يضطلع بوظيفة السّرد في هذا النصّ ( سرد الأحداث )
السّرد موضوعيّ في هذا النصّ
تدقّق: تنظر بإمعان
تستعيد: تسترجع
بوضوح نادر: مركّب بالجر: نعت
إنّ هذا النّظر المتكرّر إلى صورة الزّوج دليل على حبّ المرأة الشديد لزوجها و اشتياقها له
الصّورة مُفعمة بالرّموز في هذا النصّ
ترمز إلى : الماضي / الذكريات: تثبيت الزّمن ( تعمل الصّورة على تثبيت الزّمن فهي تمنعه من التقدّم إلى الأمام )
الزّوجة بهذا المعنى تُحاول أن تكسّر منطق هذا الزّمن الذّي سلبها زوجها
كانت الصّورة بمثابة المُثير الذّي سيولّد استجابة
المُثير = الصّورة
الاستجابة = التذكّر ( الاسترجاع تقنية سرديّة )
اشتغال الذّاكرة
الذّاكرة تخضع لثنائيّة التذكّر و النسيان
التذكّر سيطر على هذه المرأة: لم تنس زوجها و حياتها الماضية معه.
علاقة اتّصال شديد بين المرأة و زوجها إلى درجة مغالبة الزّمن

المقطع الثّاني: الماضي
سنتين: قرينة زمنيّة
رغم قِصر المدّة الزمنيّة التّي عاشتها المرأة مع زوجها فإنّها لم تستطع نسيانه، و هذا يدلّ على حبّها الشّديد له.
هل: حرف استفهام
انقصف: معجم الحرب
ليت: ناسخ حرفي يُفيد التمنّي
حدث الموت كان حدثا غير متوقّع و هذا ما زاد في حزن الأمّ و ألمها.
ملامحه و طباعه: مركّب بالعطف
الابن نسخة عن أبيه، فهو يحمل نفس الاسم و الملامح و الطّباع
الابن = الأب
الأب = الابن
أعرضت: رفضت
العزاء: الحزن + الألم ( بسب الفراق و الموت )
الأمّ آثرت مصلحة ابنها على مصلحتها الخاصّة
معنى التضحية: الأمّ تضحّي من أجل سعادة ابنها
الابن = الأمل
الأمل = الحياة ( الرّوح )
حدث الزواج سيفصل بين الأمّ و ابنها
مقابلة: تضحية الأمّ…… تنكّر الابن
توسّل تقنية الاسترجاع: أحداث وقعت في الماضي
تكسير منطق الزّمن ( التقدّم إلى الأمام / التعاقب )
سرد غير خطيّ، أي لا يخضع للتعاقب الزمني
نظام العلاقات بين الشخصيّات:
الأمّ / الابن: محور الرّغبة ( حبّ ) ….. محور التواصل ( انفصال )
الأمّ / الزّوج: محور الرّغبة ( حبّ ) …… محور التواصل ( انفصال )

المقطع الثالث: عودة إلى الحاضر
تمضغ: التكرار
تنهّدا عميقا: مركّب نعتي: م. مطلق
تذكّر ….. تخيّل
عالم الواقع….. عالم الخيال
رغبة في تأسيس عالم بديل جديد ( عالم الاتّصال )
هناك صراع بين عالمين: عالم الخيال و عالم الواقع، و هو ما يُعمّق مأساة هذه الزّوجة
قيمة الوفاء و قيمة التضحية تحدّدان تصرّفات هذه الأمّ.

الإجابة عن الأسئلة
2 – فقدت الزوجة زوجها مبكرا و ما يدل على شدة وقع الفاجعة عليها انها
امضت سنين تحكي لوحدها و تازمت حالتها النفسية لكن رغم كل هذا فانها
بذلت مجهودا من اجل الحفاظ على اسرتها الصغيرة فهي رفضت الزواج
مجدد و ربت ابنها على احسن وجه و ذلك بتعليمه و تثقيفه .. من سطر 7 الى سطر 10

4⇦ وردت الاحداث في الوحدة الاولى غير مرتبة و هي المرض الفجئي
لزوجها ثم موته و ضحت بسعادتها و حياتها لتربية ابنها
5 – الاثر الذي احدثه ذلك فيها في كل مرة استرجاع الذكريات الماضية


استثمر:
تذكرت كيف الحت عليها فذهبت معي الى بيروت و قامت بزيارة اهل
خطيبتي و كيف عادت الى البيت و لبثت حزينة و كيف زوجتني بعدئذ و
حاولت ان تسكن معي

معجمي: تحدق ….. تنظر بظقة
نادر …. قليل الوجود